مسيرة حاشدة تطوف شوارع مدينة جرادة المغربية احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشها سكانها
الرباط – « القدس العربي»: احتشد الآلاف من ساكن مدينة جرادة، رغم تساقطات الثلوج وأجواء الطقس البارد، في مسيرة غاضبة جابت شوارع المدينة، مساء الثلاثاء، استمرارا للاحتجاجات التي تعيشها المدينة بعد مصرع 3 شبان في حادثتين منفصلتين بآبار الفحم الحجري المعروفة محليا باسم «الساندريات».
ورفع المحتجون البطاقات الصفر في مشهد رمزي لإنذار المسؤولين بسبب «الظروف المزرية» التي يعيشها سكان المنطقة، وذلك بعدما خاض المتظاهرون عددا من الإضرابات التي شلَّت الحياة العامة بمدينة الفحم الحجري خلال الأيام الماضية ورددوا شعارات أمام مقر العمالة (المحافظة)، احتجاجا على استمرار الوفيات داخل آبار «السندريلات» وتجاهل السلطات لمطالب السكان من أجل إيجاد حل لمعاناتهم، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تهميش وإقصاء المدينة، وفق تعبيرهم، حاملين لافتات كتبت عليها عبارات غاضبة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة.
وطالب المحتجون برحيل مسؤولين بالمنطقة، على رأسهم عامل الإقليم والوالي والباشا والقائد، منددين بسياسات الحكومة تجاه المدينة، داعين إلى إطلاق سراح المعتقلين وإيجاد بديل اقتصادي لشباب المنطقة وذلك بعد أيام من مصرع العامل عبد الرحمان زكرياء داخل بئر عشوائي لاستخراج الفحم الحجري، وهو ما جدد الاحتجاجات مجددا بشوارع المدينة بعد أزيد من شهر من وفاة شقيقين داخل بئر أخرى للفحم الحجري بجرادة،
ومن المنتظر أن يحل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في مدينة جرادة، يوم غد الجمعة على رأس وفد من الوزراء للوقوف على مشاكل الساكنة التي فجرت حراكا مستمرا إلى الآن. ويرفض أهالي المنطقة والنشطاء، العروض السابقة للحكومة، التي قدمها كل من الوزيرين عزيز رباح وزير الطاقة والعادون وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، وقالوا انهم أعدوا «استقبالا» خاصا للعثماني ووفده، حيث أعلنوا عن تنظيم مسيرة حاشدة، يوم وصولهم، ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا.
وأطلق «حراك جرادة» برنامجا احتجاجيا جديدا، افتتح اول أمس الثلاثاء، بمسيرة رفع فيها المتظاهرون «الورقة الصفراء» في وجه الحكومة، لمطالبتها بتدخل عاجل لإنهاء أزمة تفجرت منذ ما يقارب الشهر والنصف. وان البرنامج يضم خطوات احتجاجية متنوعة إلى غاية يوم الأحد المقبل، موزعة بين مسيرة بالشموع وإضراب عام، ومسيرة إقليمية.
واتفقت قيادات حراك المدينة على خطوات احتجاجية غير مألوفة، ضمنها خروج النساء مساء أمس الأربعاء في المظاهرات باللباس الأبيض، تشبها بلباس أرامل شهداء «الساندريات»، وحمل لافتات كتب عليها الرقم «45» الدال على عدد شهداء آبار الفحم الحجري، وخروج الرجال للتظاهر بلباس عمال المناجم ومسيرة بالشموع الأربعاء مع إطفاء الإنارة خلال الفترة الليلية، وشكلا احتجاجيا آخر اليوم الخميس نحو «سوق الأحد»، يليه إضراب عام مع مسيرة حاشدة في اتجاه ساحة «الشهداء» يوم بعد غد الجمعة.