معارك فصائل المعارضة في حماة تتحول من الهجوم إلى الدفاع
حماة «القدس العربي»: استطاع النظام السوري السيطرة على المناطق التي هاجمتها عدة فصائل كان من أبرزها «هيئة تحرير الشام»، ولم تقف سيطرة النظام عند هذه الحد بل تمكن من السيطرة على مناطق كانت بحوزة الفصائل من أهمها بلدة طيبة الإمام وحلفايا، وسط مخاوف من استمرار النظام بتوسيع سيطرته لتشمل بلدة مورك واللطامنة.
وحول هذا الموضوع، يؤكد عمر خطاب الناطق العسكري باسم « حركة أحرار الشام»: «أن الحركة لم تغب عن معارك الهجوم حتى تغيب عن معارك الدفاع، وهذا واجب علينا، ومن كان على الأرض في ريف حماة الشمالي يعلم أن أحرار الشام لها من نقاط الرباط ما هو متفق عليه مع بقية الفصائل وآزرت إخوانها، وهذا واجب علينا أديناه».
وأكد أن الحركة تطالب وتسعى لتشكيل غرفة عمليات مشتركة، مبيناً «لطالما سعينا لتشكيل غرفة عمليات مشتركة سواء في معارك الهجوم أو في معارك الصد، وللآن نسعى ويدنا ممدودة للجميع لتوحيد الجهود العسكرية، ونبحث عن تشكيل جديد على غرار جيش الفتح، وليس من المحال أن يعود هذا الجيش ليضم فصائل الثورة وعلى نطاق أوسع».
كما طالب خطاب، بعمل عسكري فيه تكتيك جديد وأن يكون عملاً مشتركاً للفصائل، مشيراً إلى «أن العمل العسكري يحتاج تطويراً في الاسلوب وتغييراً في التكتيك فلا نريد أن نفتح معركة لمجرد المعركة فقط ويجب أن نبحث عن عمل مشترك جامع لفصائل الثورة نحقق من ورائه مكاسب تعيد إلى الثورة ألقها وبريقها».
وحول هذا الموضوع، يقول الناشط في ريف حماة عبيدة أبو خزيمة ل «القدس العربي»: «بسيطرة قوات النظام على مدينة حلفايا تكون بذلك أمنت عمق المناطق الخاضعة لسيطرتها ومنها محيط مدينة محردة، كما تعتبر حلفايا مفتاح الريف الحموي شمالا وسوف تتخذ منها قوات النظام نقطة للانطلاق باتجاه المناظق في ريف حماة الشمالي وتستخدمها كنقطة ارتكاز، وبذلك ينتقل النظام إلى الهدف الحالي وهو السيطرة على الزلاقيات والبويضة كونهما تشكلان الطريق للوصول إلى مدينة مورك كهدف أول و إجبار الثوار على التراجع إلى الخطوط التي انطلقوا منها في معركة مروان حديد».
ويذهب الناشط إلى أن هدف النظام إذا تمكن من الوصول للزلاقيات هو مدينة مورك، وعن أهميتها يقول: «تكمن أهمية مورك كونها مفتاح ريف إدلب، وإذا سيطرت قوات النظام على مدينة مورك تكون اقتربت من الوصول إلى خان شيخون بالإضافة إلى إشرافها على طرق إمداد الثوار في ريف حماة الشمالي وادلب الجنوبي، وتبعد مورك عن صوران قرابة 13 كم وعن تل بزام 6 كم التي تسيطر عليهما قوات النظام، علماً أن قوات النظام حاولت السيطرة على حاجز السيريتل لكي تقترب من مدينة مورك».
وحول مشاركة الفصائل في التصدي لهجوم النظام على الريف الحموي يقول الناشط عبيدة: «معظم الفصائل شاركت في العملية العسكرية والتصدي لقوات النظام ولكن تفاوتت نسبة المشاركة فبعضها شارك بكامل قواه بينما بعض الفصائل كانت مشاركتها خجولة، ومن أبرز الفصائل المشاركة بشكل فعال هيئة تحرير الشام وجيش العزة والنصر والفرقة الوسطى وجيش إدلب الحر».
ويعزو أسباب تقدم النظام المتسارع إلى «استخدامه أسلحة محرمة»، لافتاً إلى «أن استخدام النظام للسلاح المحرم الدولي هو من جعله يتقدم، لأنه قبل ذلك لم يتمكن من التقدم ولو شبراً واحداً، ولكنه استخدم الغازات السامة على جبهة الزوار وفي مدينة اللطامنة ايضا، بالإضافة إلى استقدام النظام تعزيزات من كافة المناطق السورية ومشاركة الميليشيات اللبنانية والعراقية في المعارك».
كما بيّن «أن القيادة الروسية قادت المعارك بالتعاون مع ميليشيا سهيل الحسن، ما يدل على حجم القوة البشرية الهائلة التي جمعت للمعركة من قبل النظام، كما أن الطيران الحربي والقصف الصاروخي المتواصل واتباع سياسة الأرض المحروقة جميعها أسباب أدت لتراجع الثوار، فقد وصل عدد الغارات الجوية على مدينة صوران قبل سيطرة النظام عليها 450 غارة جوية ومئات الصواريخ وقذائف المدفعية وتكرر الامر قبل تقدم النظام إلى أي بلدة أخرى».
وفي هذا الصدد يقول عماد الدين مجاهد، مدير العلاقات الإعلامية، في «هيئة تحرير الشام»: «إن معارك حماة حققت مكتسبات كبيرة وتمت فيها السيطرة على أكثر من أربعين موقع لجيش النظام في وقت قصير وبتكاليف قليلة، واستمرت المعارك ما يقارب الشهرين تكبدت فيها قوات العدو خسائر فادحة حيث بلغت أكثر من 400 قتيل من بينهم ضباط وجنود في الحرس الثوري الإيراني».
ويواصل قوله: «ثم لجأت قوات النظام لقصف عنيف بالطائرات الحربية على جبهات الريف الحموي لتحاول بذلك إيقاعنا بحرب استنزاف لا جدوى منها، فكان الانسحاب مدروس ومخطط وعلى مراحل».
ويعتبر النقيب مصطفى معراتي الناطق باسم «جيش العزة»، أن «كثافة القصف واستخدام الغازات السامة من قبل النظام هي التي أجبرت الثوار على التراجع، بغطاء جوي روسي لم نسمع به منذ الحرب العالمية الثانية، وباستخدام ذخائر وقذائف وكلور وغازات من المفترض ان النظام لا يملكها».
Share on Facebook