معركة الرقة بين الخشية من سيناريو الموصل وإحباط كردي من غياب المشاركة البرية للقوات الأمريكية
إسطنبول «القدس العربي»: كشف مصدر خاص في «قوات سوريا الديمقراطية» عن إحباط قياداتها من أداء قوات التحالف الدولي في المرحلة الأخيرة من معركة الرقة، حيث قال أحد القيادات في «التحالف العربي السوري» إن: قوات سوريا الديمقراطية تتقدم «خطوة واحدة داخل الأحياء السكنية وتتراجع خطوتين نتيجة خذلان التحالف الدولي لقواتنا، وعدم توفير الإسناد البري الموازي للإسناد المدفعي والجوي كما تم الاتفاق عليه قبل انطلاق المعركة الأخيرة»، حسب قوله.
و»التحالف العربي السوري»، هو أحد مكونات «قوات سوريا الديمقراطية»، ويتشكل من مقاتلين عشائريين عرب تلقوا تدريباتهم على يد مدربين أمريكيين، ويتلقون دعماً تسليحياً من الولايات المتحدة.
وأضاف المصدر أن الأمريكيين وعدونا بالمشاركة في العمليات البرية للسيطرة على الفرقة 17 شمال الرقة، لكنهم تراجعوا عن تعهداتهم، ما أدى إلى تباطؤ في تقدم قواتنا ولمزيد من الخسائر غير المبررة. وبيّن أن «قوات سوريا الديمقراطية» باتت تخشى من تقدم قوات النظام السوري من الجبهة الجنوبية باتجاه المدينة دون أن تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات لوقف تقدم تلك القوات، على حد قوله، مؤكداً «عمق الخلافات الروسية الأمريكية وأثرها على التنسيق مع قوات النظام لضبط إيقاع المعركة»، حسب تعبيره.
وتتزايد مخاوف قيادات قوات سوريا الديمقراطية مع تقدم قوات النظام باتجاه مدينة الرقة واحتمالات مؤكدة عن حصولها على دعم سكان المدينة الذين يفضلون قوات النظام على القوات الكردية، بعد الانتهاء من قتال تنظيم «الدولة» وتحرير المدينة.
وتعاني قوات سوريا الديمقراطية من «هجمات مضادة يشنها مقاتلو التنظيم خاصة على حي الصناعة» وفقاً للمصدر، الذي قال إن: «قطع قوات النظام الطريق من جنوب المدينة وضع تنظيم الدولة أمام خيار واحد هو القتال حتى النهاية بدلا من الانسحاب كما كنا نتوقع، حيث تركنا الطريق جنوب المدينة دون حصار فعلي كما في بقية المحاور».
وقال: إننا لا نملك معلومات مؤكدة حول نية التنظيم الانسحاب جنوباً لكن التحالف الدولي اقترح الإبقاء على هذا المنفذ لإتاحة الفرصة أمام التنظيم للانسحاب، وتجنيب المدينة معركة تؤدي إلى معركة شبيهة بمعركة الموصل الجارية، والتي نقل لنا قيادات في التحالف صوراً منها في المحاضرات النظرية وطرق تجنب كمائن التنظيم لتفادي خسائر منيت بها القوات العراقية.
وأوضح المصدر أن «توقف العمليات لاربعة أيام مكنت التنظيم من استعادة مواقع عدة وفتح ثغرات لدخول الانغماسيين الذين نعاني من صعوبات في التصدي لهم».
وقال إن: «سلوك القوات الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية والحملات التي تشنها في القرى العربية شمال الرقة خلقت حالة من الرفض العربي لهذه القوات والقوات العربية المنضوية تحت قيادتها، خاصة إرغامهم على التجنيد الإلزامي أو دفع مبالغ مالية كبيرة».
ونوه المصدر إلى أن موقف قوات التحالف الدولي بعدم المشاركة البرية «كما وعدونا هو موقف غريب جداً أدى إلى إرباك عملياتنا القتالية وتأخير تحرير المدينة في وقت حرج، قد يشجع التنظيم على تصعيد هجماته المعاكسة وإيقاع المزيد من الخسائر في صفوفنا».