وزير الخارجية الجزائري يؤكد أن «تنظيم الدولة» مازال يمثل خطرا برغم هزيمته عسكريا
وفيما يخص الدور الجزائري في المعركة على الإرهاب، أوضح الوزير مساهل أن بلاده لن تدخر أي جهد من أجل محاربة هذه الظاهرة والعمل على القضاء عليها، من أجل ضمان أمنها وأمن شعوب أخرى مهددة من تنامي الإرهاب والتطرف، حتى لا تكون مجبرة على أن تعيش ما عاشه الشعب الجزائري من ويلات الإرهاب وجرائمه خلال تسعينيات القرن الماضي، في وقت كانت فيه الجزائر وحيدة تحارب فيه جماعات الإرهاب. واعتبر أنه انطلاقا من التجربة الجزائرية، فإنه من الضروري التنبه إلى عودة عدد من الإرهابيين الذين كانوا في صفوف داعش، والذين هم إما في طريق العودة إلى بلدانهم الأصلية أو الذهاب إلى مناطق نزاع أخرى، مؤكدا أن الجزائر عرفت الظاهرة نفسها خلال نهاية ثمانينيات القرن الماضي مع عودة من كانوا يسمون الأفغان العرب، والذين أصبح لديهم دور أساسي بعد ذلك في الحرب التي شنتها الجماعات الإرهابية على الجزائريين، الأمر الذي يجعل الجزائر اليوم تقدر خطورة الانعكاسات التي يمكن أن تترتب عن عودة هؤلاء الإرهابيين إلى دولهم الأصلية أو تنقلهم إلى دول أخرى، بالنظر إلى تكوينهم الإيديولوجي أو العسكري.
وذكر مساهل أن الجزائر لديها عدد منخفض من المقاتلين في صفوف ما يسمى تنظيم داعش، وأنها اتخذت إجراءات لتأمين حدودها، ومراقبة نقاط العبور لتفادي أي عملية اختراق من طرف هؤلاء، مشددا على أنها في المقابل منشغلة بهذه الظاهرة التي تمثل تهديدا أكبر بالنسبة لدول الجوار، في إشارة إلى ليبيا وتونس.
وأكد أنه لا بد من المجموعة الدولية أن تتجند لتجفيف منابع التمويل على الجماعات الإرهابية، التي أثبتت قدرتها في كل مرة على إيجاد مصادر تمويل جديدة، وأنه كلما استطاع الإرهابيون العثور على مال أو السيطرة على ثروات ما، فإن ذلك سيمكنهم من الاستمرار في مشروعهم الدموي، كما دعا إلى ضرورة مراقبة أكبر لشبكة الإنترنت التي تستغلها الجماعات الإرهابية من أجل التواصل وتجنيد أشخاص جدد وحثهم على التطرف.