200 من عمداء مدن وقرى كتالونيا في بروكسل لتدويل أزمة الإستقلال
مدريد – «القدس العربي» : عقد أكثر من مئتي من رؤساء بلديات مدن إقليم كتالونيا تجمعا في العاصمة بروكسل للدفاع عن الجمهورية التي أعلنتها حكومة الحكم الذاتي المقالة، وهذا يدخل في إطار تدويل هذا الملف والرهان أكثر على إجراءات أخرى مثل الإضراب العام الذي شهدته كتالونيا أمس الأربعاء.
وشهدت كتالونيا وأساسا عاصمتها أمس الأربعاء إضرابا عاما دعت إليه نقابة وجمعيات من المتعاطفين مع الأحزاب القومية المنادية بالاستقلال، وبرغم عدم تسجيل إقبال كبير على الإضراب كما كان منتظرا فقد قامت مجموعات بقطع الطرق المؤدية إلى بعض المدن وشل حركة وسائل النقل العمومي إلا في الحد الأدنى.
وجاء الإضراب العام للرد على الاعتقالات التي نفذها القضاء الإسباني ضد مجموعة من وزراء حكومة الحكم الذاتي المقالة، حيث يوجد ثمانية في السجن في مدريد وخمسة في المنفى في بلجيكا ومنهم رئيس هذه الحكومة المقالة كارلس بويغدمونت علاوة على أربعة وزراء آخرين.
وفي العاصمة بروكسيل، قام أكثر من مئتي رئيس بلدية من بلديات وقرى كتالونيا أمس الأول بعقد لقاء والتظاهر للتعريف بالملف الكتالاني، وشاركهم بويغدمونت اللقاء، حيث اعتبر رؤساء البلديات أن بويغدمونت هو رئيس الجمهورية الكتالانية المعلنة منذ قرابة أسبوعين. وشددوا على أنهم يمثلون الإرادة الشعبية بحكم أن البلديات هي تجمعات تمثل السكان أكثر من أي مجالس أخرى.
وكان بويغدمونت عنيفا في تدخله ضد الدولة الإسبانية وكذلك مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فقد ركز على ما اعتبره معاناة كتالونيا التاريخية من ملوك إسبانيا التي اتهمها بقمع كل حركة استقلال، واعتبر الاتحاد الأوروبي شريكا بصمته وعدم الضغط على إسبانيا بعد استفتاء تقرير المصير الذي جرى يوم أكتوبر / تشرين الأول الماضي وفاز فيه دعاة الاستقلال.
ويؤكد المراقبون النجاح التدريجي لأنصار الجمهورية في تدويل الملف خارج حدود إسبانيا، بينما تعاني حكومة مدريد من استراتيجية سياسية وإعلامية لمخاطبة الرأي العام الدولي، فقد أقنعت حكومات أوروبا لكنها لا تجد تجاوبا كبيرا من طرف الرأي العام الأوروبي.
في غضون ذلك، تستمر استطلاعات الرأي الخاصة بانتخابات 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل في منح الأحزاب القومية الفوز سواء شاركت بلائحة موحدة أو كل حزب لوحده. ونشرت جريدة بوبليكو أمس استطلاعات للرأي يحمل جديدا بحكم أنه تم بعد اعتقال وزراء حكومة كتالونيا المقالة. ومنح الاستطلاع الفوز للأحزاب القومية المنادية باستقلال كتالونيا بأغلبية مطلقة، ولم تستطع الأحزاب الوحدوية تغيير التوازن الانتخابي حتى الآن.