هل يمكن أن تصبح سيارات الأجرة البيضاء في القاهرة مهددة بالانقراض؟
مع قطع ثلاثة كيلومترات بتكلفة 55 سنتا فقط، وهو أقل بكثير من ثاني أرخص مدينة وهي مومباي بالهند، حيث يبلغ سعر نفس المسافة 1,40 دولار أما في لندن، فالأجرة مسافة ثلاثة كيلومترات يكلفك 12,35 دولار وتتصدر زيوريخ القائمة بتكلفة 25,25 دولار.
وعلى مدى عقود، ساعد الوقود المدعوم رخيص الثمن على الحفاظ على أسعار سيارات الأجرة في مصر منخفضة بشكل كبير ولكن هذا الأمر ينتهي بعد السياسات الاقتصادية الجديدة ويعمل المسؤولون حاليا على توسيع شبكة مترو القاهرة الذي يتألف من ثلاثة خطوط تغطي حوالي 78 كيلومترا في مدينة يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة. وعلى سبيل المقارنة، يوجد في مدينة نيويورك نظام مترو أنفاق يبلغ طوله 380 كيلومترا يخدم مدينة يبلغ عدد سكانها 8 ملايين فقط. وفي مصر، كما هو الحال في معظم أنحاء العالم النامي، فإن الغالبية العظمى من السكان يسافرون بواسطة الميكروباص، وهي شبكة غير رسمية مترامية الأطراف، معروفة بأنها غير منظمة وخطرة وهذا هو أحد أسباب التي تجعل أولئك الذين يستطيعون تحمل سعر سيارات الأجرة يداومون على استخدامها.
وأفاد تقرير أصدره البنك الدولي في عام 2013 أن لدى القاهرة نحو 120 ألف سيارة أجرة مرخصة وفي عام 2009، وفي محاولة لتعزيز صورة المدينة، أطلقت حكومة مبارك شراكة بين القطاعين العام والخاص لاستبدال سيارات الأجرة السوداء القديمة بسيارات حديثة باللون الأبيض والأسود وقد عرضت على السائقين قروض منخفضة الفائدة لاستبدال سياراتهم بالسيارات الجديدة التي كان الكثير منها يعمل على الغاز الطبيعي، وهو بديل أرخص وأكثر نظافة من البنزين، ومع ذلك، يقول سائقو سيارات الأجرة اليوم أنهم يكافحون من أجل البقاء تحت الضغوط المجمعة من ارتفاع النفقات وتنامي المنافسة على العملاء خاصة مع ظهور تطبيقات الركوب الرقمية مثل أوبر وكريم، التي ينظر إليها العديد من العملاء على أنها أنظف وأكثر أمنا من سيارات الأجرة البيضاء.