3\مؤتمر «سوتشي»… الخروج عن مرجعية «جنيف» الدولية والرفض التركي من أسباب تأجيله
مؤتمر «سوتشي»… الخروج عن مرجعية «جنيف» الدولية والرفض التركي من أسباب تأجيله
حلب – «القدس العربي»: أثار إعلان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، تأجيل روسيا انعقاد مؤتمر «شعوب سوريا» إلى تاريخ لاحق، العديد من التساؤلات للمتابعين للشأن السوري، خاصة أنها وجهت دعوات رسمية للنظام السوري والمعارضة للمشاركة في مؤتمر سوتشي الساحلية منتصف الشهر المقبل وسط تهديدات للمعارضة السورية والفصائل الثورية باستبعادهم من العملية السياسية في حال رفضوا المشاركة في المؤتمر.
على صعيد مواقف المعارضة فقد قوبلت الدعوة الروسية للمؤتمر برفض واسع من مختلف أطيافها، إلا تلك المقربة من موسكو، أما على الصعيد الدولي فقد رفضت تركيا المشاركة في «مؤتمر سوتشي» في حين اعتبرت فرنسا أن أي مبادرة خارج سياق جنيف «سيكون مصيرها الفشل»، أما بريطانيا فقد قالت إن لديها شكوكاً بشأن الدعوة الروسية لعقد مؤتمر سوري في مدينة سوتشي.
رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق سمير نشار قال في ل«القدس العربي»، إن فشل انعقاد مؤتمر سوتشي يعود لأسباب عديدة منها: إن أغلب قوى المعارضة الوازنة من الهيئة العليا للمفاوضات إلى الائتلاف الوطني السوري، إضافة إلى هيئة التنسيق ووفد أستانة الذين لهم صدقية وتمثيل للسوريين أعلنت عن عدم مشاركتها وبشكل مسبق، لأنه خروج عن المرجعية الدولية وقراراتها التي نصت على الانتقال السياسي من بيان «جنيف1» إلى القرار الدولي رقم 2118 والقرار رقم 2254.
ورأى أن فشل انعقاد مؤتمر سوتشي جاء كذلك بعد التحفظ التركي بسبب مخاوفها من حضور حزب «ب ي د» الكردي، حيث أنها الدولة الضامنة مع روسيا على انعقاد مؤتمر أستانة، إضافة إلى التحفظات الغربية التي ترى مؤتمر سوتشي احتكاراً روسياً للملف السوري وخروجاً على جنيف.
واستبعد نشار احتمال انعقاد اي مؤتمر خلال هذا الشهر، خصوصا الرياض2، حيث أن ظروف المنطقة وتطوراتها تحمل على الاعتقاد باستبعاد انعقاد مؤتمرات وحتى ربما يتم تأجيل جولة محادثات جنيف المقبلة، إذ نرى أن المنطقة مقبلة على تطورات متسارعة نتيجة قرب القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، وإعلان ترامب استراتيجية ادارته تجاه ايران وسياساتها المثيرة للاضطراب والمخاطر في المنطقة عموماً وفي اكثر من دولة عربية.
وفي ما يخص القوى التي أعلنت عن موافقتها المشاركة في مؤتمر سوتشي، اعتبر نشار هذه القوى هامشية لا تتمتع بالصدقية في معارضتها ولا بالصفة التمثيلية لدى السوريين بسبب رئيسي هو أنها تمثل مصالح دول قبل ان تثمل مصالح السوريين، فضلاً على عدم توفر تاريخ سياسي ذو مصداقية في معارضتها للنظام لدى قادة هذه التجمعات السياسية.
في المقابل فقد اعتبرت رندة قسيس رئيسة منصة أستانا في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» إن مؤتمر الحوار الوطني الذي تم تأجيله سيكون مستقبلاً خطوة في الاتجاه الصحيح للحل السياسي في سوريا.
وحسب قسيس فإن الهدف الروسي في سوريا هو لإحلال السلام من خلال سعيها إلى بذل جهود في هذا الشأن وليس من دول أخرى، لذلك تعتقد أن المسؤولية تقع اليوم على عاتق الحكومة الروسية لإيجاد حل وسلام في سوريا، لكن هذه العملية السياسية لا يمكنها إلا أن تكون تدريجياً عبر المصالحات. وزعمت أن روسيا ليست عدواً للشعب السوري بل على العكس تماماً، حافظت على وجودها إلى الآن في سوريا بالرغم من أن بعض المعارضين والمجموعات تراها عدواً بسبب حمايتها لنظام الأسد، لكنها في النهاية قامت بحماية مؤسسات الدولة وليس النظام السوري، خصوصاً بعد التجربة الفاشلة التي شهدها العراق على حد قولها.
ورداً على سؤال «القدس العربي» بخصوص تراجع الدور الأمريكي في سوريا مؤخراً، وصفت دور الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا بأنه باهت، حيث لا يمكن لواشنطن اليوم أن تفعل الكثير أو تدعم العملية السياسية في سوريا لأن لديها مشاكل داخلية، لذلك ترى أن لديهم نافذة أمل في دعم الجهود الروسية من أجل تحقيق السلام والبدء بعملية سياسية لأنها وفق تصورها الدولة الوحيدة التي تسطيع فعل شيء في مستقبل سوريا، حيث أن الحل لن يكون بجنيف بل عبر الحكومة الروسية ومن خلال السوريين أنفسهم.