عدم الديمومة :
يمكن للعامل في ظل النظام الصناعي القديم أن يفترض دوام ما تعلمه ما دامت الحياة . لم يكن عامل حرفي
يفكر بإعادة تأكيد مؤهلاته وتجديدها لأن الخبرة كانت هي العامل الحاسم . حدثت حالة معاكسة في مجتمع ما
بعد الصناعي . المعرفة بطبيعتها تجعل المجتمع برأي درگر غير مستقر ، ويتزايد زوال فرضيات ومؤكدات
الأمس مع تزايد المعارف . زد على ذلك أن مفاهيم المعارف تتلاشى بسرعة إن لم تطبق وتحسن وتوضع قيد
الاختبار على الدوام . يمكن استرجاع المهارات الحسية وإعادة ترميمها على الرغم من تعرضها للصدأ .
يتطلب التخصص المهني في ظل حقيقة تقادم المعارف بسرعة تجديداً مستمر اً وبث دم جديد فيه ، كما أن تأكيد
المؤهلات يتطلب من المدراء التنفيذيين بصورة حتمية متابعة التحصيل طوال عمرهم ، وينبغي على الإدارة أن
تطرح كل ما في جعبتها من أجل المحافظة على استمرارها . يؤكد در گر على أن المدراء التنفيذيين مجبرون
اليوم ليس لأن يتعلموا باستمرار مرات ومرات فحسب بل وأن ينسوا ما تعلموه في عملية تنمية مواهبهم .
ظهر الاعتراف بالحاجة إلى إعادة تجهيز أسس تخصصات المعارف من خلال الأموال الطائلة التي تصرفها
الشركات على برامج التعليم والتدريب ، حيث تزيد كثير من موازنات التعليم في هذه الشركات عن مثيلاتها في
الجامعات الكبرى ، ولا ينبغي على المدراء التنفيذيين اليوم أن يواجهوا حقيقة التعلم والنسيان والتعلم من جديد
في عملية تنمية المواهب فحسب ، بل ألا يظنوا أيضاً أن تخصصهم سيبقى على حاله طوال مسيرتهم المهنية .