4\موسكو تبدأ إنشاء «راجمة الاختراق» في سوريا التي تغطي مساحة 70 هكتاراً
موسكو تبدأ إنشاء «راجمة الاختراق» في سوريا التي تغطي مساحة 70 هكتاراً
حلب – «القدس العربي» : بدأت روسيا في تنفيذ مشروع إنشاء راجمة جديدة للصواريخ المتفوقة تحت مسمى «بروريف» (أي الاختراق)، والتي بإمكانها أن تغطي مساحة 70 هكتاراً في سوريا، وتعتمد على الصواريخ الموجهة.
ووفق القاعدة العسكرية الروسية في حميميم فإنه من المتوقع أن تتفوق راجمة «بروريف» وتتقدم على راجمة «تورنادو-إس» التي تعتبر أقوى راجمة صواريخ حالياً والتي يبلغ مدى قذائفها الصاروخية 90 كيلومتراً، مشيراً إلى أنه جرى استخدام راجمة «تورنادو-إس» في سوريا حيث كانت تزيل منشآت أقامها الإرهابيون على مساحة تقارب 70 هكتاراً، برشقة واحدة من صواريخها.
وكانت روسيا منذ دخول قواتها العسكرية إلى سوريا دعمًا لقوات النظام السوري، بحجة محاربة داعش والإرهاب، استخدمت الأراضي السورية حقلاً كبيرًا للتجارب على أسلحة روسية استخدمت لأول مرة، وأثبت قسم كبير منها كفاءته في القتال.
وفي هذا الصدد يقول الباحث والمنسق بين الفصائل العسكرية الدكتور عبد المنعم زين الدين: ان روسيا تعتبر الشعب السوري عبارة عن حقل تجارب للأسلحة المدمرة، حيث تستثمر هذه الأسلحة التي تستخدمها في سوريا من أجل تسويقها للدول التي تريد شراء الأسلحة منها، في إشارة إلى التصريحات الروسية بشأن تصدير السلاح إلى 58 دولة.
وأردف في تصريح ل«القدس العربي»، أن روسيا بكل وقاحة تصرح بأن هذه الأسلحة يتم تجريبها في سوريا، حيث أنها في الحقيقة ذات قدرة تدميرية عالية لا تستهدف الأشخاص أو الإرهابيين كما يزعمون، بل يتفاخرون في القطر التدميري لها، سواء الطائرات أو القنابل أو الصواريخ أو الراجمات، وبالتالي هذا الأمر يكشف مدى الحقد والإجرام الروسي وجرائمه ضد الإنسانية.
وأضاف زين الدين، «أن روسيا تقوم باستخدام أسلحتها ضد الشعب السوري، وسط تجاهل المجتمع الدولي، بينما يحرم الثوار من السلاح الذي يدافعون فيه عن أطفالهم ونسائهم ويحظر عليهم الأسلحة المضادة للطائرات وغيرها، التي إذا زودوا بها لخففت عن شعبنا و اضعفت من الغطرسة الروسية التي تتباهى بتجريب أسلحتها على شعب أعزل».
وحسب زين الدين فإن التباهي الروسي في تجربة الأسلحة ضد الشعب السوري يكشف جبن الجنود الروس البالغ عددهم 48 الفاً في سوريا كما أعلنت روسيا، وكذلك على جبن قوات النظام والمليشيات الإيرانية التي لا تتقدم على الأرض إلا بعد استخدام تلك الأسلحة المدمرة التي تدمر الأرض والحجر والبشر، ثم يتقدمون ويعلنون النصر الذي هو بالحقيقة تقدم على أرض محروقة تم حرقها بهذه الأسلحة التي يعلنون عنها بين الحين والآخر.
من جهته اعتبر المحلل والخبير العسكري العميد أحمد رحال ، إن إنتاج روسيا لهذه المنظومة الفتاكة أمر طبيعي، حيث أنها تقوم بدعاية لأسلحتها، إضافة إلى أنها تعتبر سوريا والشعب السوري حقل تجارب، وبالتالي هذه جريمة موصفة أمام المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن روسيا ترصد مشاريع تدريبية وترصد لها أموالاً وتعتبر وجودها في سوريا مشروعاً تدريبياً، وبالتالي هذه إهانة كبيرة وجريمة تحاسب عليها، حيث تعتبر الساحة السورية ساحة حقول وتجارب للأسلحة الروسية.
أما الناشط السياسي درويش خليفة فيقول إن تصريحات المستشارين الروس في سوريا دائماً تُشعرنا بأنهم بعيدون عن الواقع كتصريحهم ذات يوم بأنهم وحلفاءهم استطاعوا دحر داعش من مساحة خمسمائة الف كيلو متر من الارض السورية، علماً أن مساحة سوريا بالكامل مائة وستة وثمانون الف كم مربع.
وهو يرى أن الروس غير مهيأون إلى لعب دور يكونون فيه نداً للأمريكان في ظل إمكاناتهم الحالية، حيث أن قوة الروس العسكرية في سوريا تكمن من خلال القوة التدميرية الهائلة لمناطق (المعارضة المسلحة) والتي تسحق معها كل ما يكون قريباً منها من مشافٍ ومنازل ومدارس.
وأكد درويش على أن التصريحات الروسية تؤكد أنهم سيدمرون مساحة 70 هكتاراً لكل موقع سيكون ضمن سلة اهدافهم، وبالتالي فإنهم لا يتصرفون مع المعارضة السورية المسلحة بأدبيات الحرب إلا في «استانة»، اما على الارض فلا رادع لهم في سحق كل ما يواجههم في تحقيق هدفهم في تثبيت نظام الاسد المجرم.