توقيت الأفعال الواعية
4من اصل4
لأن تلك الدوافع ليس لدينا تحكم واع بها، لكن يمكن أن نمنع أنفسنا من فعل تلك الأشياء لأن لدينا حق اعتراض واع. بتلك الطريقة، استطاع ليبيت تقبل نتائج تجربته دون التوقف عن الاعتقاد في قوة الوعي. في واقع الأمر، لقد تجاوز هذا وطور “نظرية المجال العقلي الواعي”، التي ترى أن التجربة الذاتية خاصية فريدة وأساسية في الطبيعة؛ أي هي مجال ينشأ من نشاط الدماغ، ويمكن أن يؤثر بدوره في هذا النشاط. زعم ليبيت أن هذا المجال الموحد القوي يفسر السمتين الأكثر صعوبة فيما يتعلق بالوعي، وهما: وحدة حياتنا العقلية، وإحساسنا بالإرادة الحرة.
أخيرا، إن أكثر الانتقادات الموجهة للتجربة حدة هو أنها تقوم على اعتقاد خاطئ مفاده أنه يمكن تحديد توقيت التجارب الواعية. كما رأينا في الفصل الثالث، تؤدي التجارب التي تحاول تحديد العلاقة بين الوعي والوقت إلى الكثير من المشكلات والنتائج المتعارضة، وللخروج من ذلك علينا تبني وجهة نظر متشككة بالكامل في فكرة إمكانية تحديد توقيت التجارب الواعية. تذكر أن تجربة ليبيت تعتمد على توقيت اللحظة التي تم فيها اتخاذ القرار في الوعي، أو اللحظة التي أصبحنا على وعي به؛ لكن هل من المقبول أن نقول إن هناك مثل هذا الوقت؟
إن فكرة إمكانية تحديد توقيت التجارب الواعية بأكملها ملغزة؛ لأنها تفترض أن هناك مجموعتين من الأوقات: الأوقات التي تقع فيها الأحداث التي تتم في الدماغ، والأوقات التي نصبح فيها على وعي بتلك الأحداث أو التي تدخل فيها تلك الأحداث دائرة الوعي.