أفكار عامة 3من اصل3
ولاحظ إضافة إلى هذه الأدوات الملموسة للمعرفة التطبيقية الأبحاث الحديثة في طبيعة صنع القرار المادية
التي شملت المؤلفات التي دفعت إليها من أمثال أعمال العلماء إيريك آشبي Eric Ashby وهيربيرت سايمون
Herbert Simon وويست تشيرشمان West Churchman وكينيث بولدينغ Kenneth Boulding .
كانت التقنيات الجديدة وبحوث العلماء مثيرة للإعجاب ، ولكن درگر عبر عن تحفظات جدية حول مدى
أهميتها للمدير التنفيذي الذي كان يصنع قراراً أصيلا ً ، وكان له انتقادان رئيسان لتأليف البحث الجديدة .
الأول تحذيره من أن علماء الإدارة كانوا على الرغم من وعودهم وتوقعاتهم مايزالون يركزون على تحسين
الأمور المعروفة بدلاً من التركيز على الفتوحات الابتكارية من أجل تحسين الإنتاجية وتكوين الثروة . والثاني
بيانه أن الناس يتناسون في كثير من الأحيان أن الوظيفة هي التي تحدد استخدام الأداة وليس العكس ، وحذر
أيضاً من أن الولع الزائد بالأدوات والتقنيات قد يؤدي إلى ضرب غشاوة على التباين بين الأمر الكمي ( كيفية
أداء الفعل ) والأمر النوعي ( ما يجب فعله ) ، وهذا كما لاحظنا سابقاً في مناقشة استراتيجية العقلية التجارية
المغامرة يصح بشكل خاص بشأن الحاسوب حيث يركز على المشاكل الداخلية بدلا ً من الفرص الخارجية .
أكد درگر أن الأدوات والتقنيات تكمل الحكم على الخطر والريبة وليست بديلة عنهما ، وخشي من أن الجهد
المتفرد على الأدوات بمعزل عن مفاهيم التفاعل المتبادل الهادفة بين العمل وأداء العمل قد يؤدي إلى إيجاد جيش
من الفنيين والإخصائيين الذين يتحدثون إلى أنفسهم ويختلقون لغة خاصة بفنهم لا يفهمها سواهم ويركزون على
الصلاحية العلمية بدل الأهمية التطبيقية . قال درگر إن دراسة الحاسوب وفهم عملية صنع القرار هما على
جانب كبير من الأهمية بحيث يجب ألا تترك حصراً بين يدي خبراء علم الإدارة ، متأ سياً في ذلك بقول جورج
كليمنصو George Clemenceau السياسي الفرنسي الذي أعلن أن الحرب على جانب كبير من الأهمية
بحيث لا يجب أن تترك كلها تحت رقابة الجنرالات .