تحدي الإنتاجية 1من اصل2
بما أن درگر ولد في العقد الأول من القرن العشرين فقد شهد ثلاثة نماذج تاريخية رئيسة للإنتاجية . قبل
الحرب العالمية الأولى كانت المجتمعات في مجملها زراعية تعكس صورة لتكنولوجية هيمنت عليها قوة
العضلات ، وبعد الحرب شهد التحول الاجتماعي والاقتصادي إلى نظام صناعي متقدم تميز بملامح
التكنولوجيا الآلية الفنية المعقدة القائمة على ” تحريك الأشخاص وصنع الأشياء ” . وبعد الحرب العالمية الثانية
وبعد رؤيته بأن التكنولوجيا هي محرك التغيير وأن المعلومات هي وقوده كان أول من وضع تعريفاً للانتقال
إلى مجتمع المعرفة . وفي هذا المجتمع الجديد أصبحت العوامل التقليدية المادية من أرض وعمالة ورأس مال
تلعب من الناحية الاقتصادية دوراً ثانوي اً يأتي بعد رأس مال المعلومات الفكري غير المنظور ، حيث أصبحت
المعلومات حينئنذ مورد شركة الأعمال الرئيس . كما لاحظ أن القوة المحركة للإنتاجية في هذا الاقتصاد
المعارفي هي تحول دراماتيكي يبتعد عن حركة السلع والعمال اليدويين نحو حركة ” البيانات والمفاهيم ” .
غير أن قناعة درگر هي أن النظام الاقتصادي لم ينجز من خلال الأدوات والتقنيات
التكنولوجية الجديدة بعد عقود من الجهود سوي مکاسب هامشية ، وأكد أن السبب الرئيس لعدم
الوصول إلى الإمكانية الإنتاجية الكاملة عن طريق التكنولوجيا الجديدة هو تركيز الإدارة على
ما كان معروفة فيما سبق بدلاً من التركيز على التحديات الجديدة المختلفة . كذلك انتقد درگر
فشل الإخصائيين في المؤسسة بمطالبة بعضهم البعض بالمعلومات ذات الصلة التي يحتاجونها
من أجل تحسين الأداء وبالمعايير التي تناسب الإنتاجية بقدر أكبر .