اعتبارات المستقبل 2من اصل4
ثالثاً أنه لا يوجد شيء اسمه قرار مستقبلي بل مستقبل القرار حاضر ، كما ألمحنا إلى ذلك عند مناقشة تعدي
الزمن . بين درگر عدم وجود حلول بشأن المستقبل وذلك أثناء ملاحظته بأن حل المشاكل يشتمل على أحكام
بتحمل الأخطار ، وأن هناك فقط خيارات مخاطرة ناقصة غير أكيدة وتتطلب كل منها جهود وتكاليف مختلفة .
علق درگر أيضاً على إمكانية استخدام علم المستقبل ووضع تصانيف الفهم المستقبل ، ووصف كيف كانت
رياح التغير في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مضطربة وسريعة جداً بحيث أفرزت حرفة صغيرة يدوية
تقليدية جديدة هي حرفة المتنبئين بالمستقبل ، وهم عبارة عن مراقبين اقتصاديين واجتماعيين يعملون في
مؤسسات تفكيرية مثل معهد هودسن Hudson وشركة راند Rand ومعهد المستقبل Future تهدف بشكل
رئيس إلى وضع سيناريوهات جديدة للمجتمع ، وكان ألفن توفلر Alvin Tofiler مارشال ماك لوهان
Marshall McLuhan وهيرمان كان Herman Kahn من ألمع العاملين في هذا المجال الجديد .
بين درگر أن فك رموز المستقبل أمر جديد ، حيث انهمك عدد من روائيي القرن التاسع عشر وأوائل القرن
العشرين على سبيل المثال في الكشف مثلاً عن الأعراض التكنولوجية ، إلا أن تنبؤاتهم اندثرت بسبب
الظروف التاريخية التي قدمت فيها جهودهم الخلاقة . كذلك لاحظ دركر أن جول فيرن Jules Verne وه.
ج. ويلز H. G. Wells کانا من المتنبئين بالمستقبل حتى قبل أن يصبح هذا التعبير مألوف اً ، إذ لابد للبيئة أن
تتقبل من الناحية الثقافية هذه التكنولوجيا الجديدة ، وقد نظرا إلى تكنولوجيتيهما من خلال مناظير الحقيقة
الاجتماعية في عصري فيكتوريا Victoria وإدوارد Edward وعلى الرغم من أنهما أبدعا في الخيال إلا
أنهما رفضا تحديد الشروط التي يجب أن تتحقق حتى تصبح تنبؤاتهما فعالة .
تساءل درگر عن فائدة الرؤى الخلاقة التي أطلقها متنبئو العصر الحديث رغم أنه أبدى إعجابه
بها ، وتوصل إلى أنهم غالباً ما يكشفون عن أنفسهم وعن معتقداتهم وأفكارهم أكثر مما يكشفون
عن المستقبل ،