أهداف البقاء 2من اصل6
وخلاصة القول أن الأقسام المنفصلة تنعدم من الناحية النظرية عندما يتم النظر إلى المنشأة كنظام وليس كأحد
المكونات المنفردة، فإذا وضع الزبون هدف أمام شركة الأعمال أصبحت فكرة الإدارات الخاصة به مفهومة
أجوف . وعندما تقبل الشركة بالزبون هدفا لها فإن هناك أرباح الشركة ومخاطر العمل والاستثمارات في
العمل وزبائن الشركة لا غير، ولم يعد بالتالي من شأن للربحية أو لأية وظيفة أخرى في تحديد واقعية الشركة .
وعلى ذكر الموازنة بين الأهداف الكفيلة ببقاء شركة الأعمال، فإن نظرية النظم تفترض أن فشل أي قسم حينئذ
سيقود إلى انهيار كامل منشأة الأعمال، ولهذا يؤكد درگر على وجوب أن يصل كل قسم إلى الحد الأدنى من
مستوى الأداء الكفيل بالمحافظة على توازن صحيح، كما وينذر بأن أداء أحد الأقسام الحيوية بامتياز زائد
بحيث يؤدي إلى قلب الميزان مع الأقسام الأخرى ضمن النظام يمثل خطراً مأساوي اً يهدد استقرار النظام
برمته. علق درگر مستخدم اً التشبيه بالجسم البشري على سبيل المثال بأن زرع قلب شخص في العشرين من
عمره في جسم شخص بلغ الستين يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عكسي لأن الحالة البيولوجية الأضعف لدى
الشخص الم سن تعجز في غالب الأحيان عن التكيف مع الأداء المتميز للعضو الأقوى الذي تمت زراعته .
كذلك سيحدث نوع من عدم التوازن في الشركة حينما يزيد أداء أحد الأقسام كثيراً عن الكفاءة
المعتادة، فقد بذلت شركة ستوديبيکر studebaker للسيارات مثلاً جهدا ً كبير اً وموارد
كبيرة من أجل التوفيق بين علاقات العمل لدرجة أغفلتها عن الأهداف الأخرى الكفيلة ببقائها
فانتهت بها إلى الإفلاس. وهناك أمثلة عن شركات أخرى أفرطت في متابعة السطر الأخير
من الربحية . أبدعت صناعة الأدوات الكهربائية في تسويق المنتجات الجديدة لدرجة أجبرتها
حينذاك على تعديل التوسع في الأسواق وتطبيق استراتيجية «توفير واط». کرست مختبرات
بيل Bell التي تشكل ذراع البحث في شركة إيه . تي . أند تي . AT& T جهوداً للابتكار
دون الالتفات إلى النتائج الاقتصادية،