النظام الاستبدادي2من اصل5
ثالثأ: اغتصبت القيادة النازية التحكم بالاقتصاد ببراعة تحت ستار من بيان مزايا توجيهات الدولة الحكيمة،
وذلك من خلال طلب عاطفي للدعم الشعبي مع الوعد بإص لاحات صناعية واهمة، وإحلال نظام ذكي للمكافآت
غير المالية من ألقاب وامتيازات تحل محل مختلف وجوه الرأسمالية المحبة للمال، وتخفيض البطالة من خلال
عقود البنى التحتية والمشاريع العسكرية، وتجنب أخطار التأميم عن طريق تعهد ورعاية الأعمال الكبيرة،
وإضعاف قوة الإتحادات العمالية وتنظيم وقت الفراغ لدى العمال عبر الهيمنة على الأنشطة الرياضية
والترفيهية، وإضعاف استقلالية المؤسسات ذات الاستقلال الذاتي، وتحييد تأثير الكنائس. وتعززت هذه
السياسات جميعها بالمقادير المناسبة من الخوف والانضباط والقهر والترويع، وذلك بناء على المبدأ اللاأخلاقي
بأن الحق للقوة وعد م الثقة بالجماهير.
يرى دَرَكر أن النظام الاستبدادي بدلاً م ن أن يخلق مجتمعاً شرعي اً جديد اً – كان جهداً ضعيفاً في سد الف را غ
الناجم عن الرأسمالية الأوروبية ، وأعلن: «من الواضح أن الثورة الاستبدادية ليست بداية نظام جديد ولكنها
نتيجة لتدهور النظام القديم بشكل كامل ، وأنها ليست معجزة بل سراب سرعان ما ينحل عن د ظهور النظ ام
الجديد ومفهوم الإنسان. يمكن فقط للفاشية أن تنك ر مفهوم ا لرجل الاقتصادي الذى تحط م ، ولكنها لا تستطيع أن
تخلق مفهوماً جديد اً يحل محله. إن مصير أوروبا والغرب إلى ال خراب ما لم يتم إيجاد نظام ومفهوم ج د يدين
قائين على القيم الأوروبية م في الحر ية و المساواة »8.
الأداء الاقتصادي . تابع درَكَر تحليله المستفي ض لجذور النظام الا ستبد ادي الألماني بتقويم منجزاته الاقتصادية
وفضح الخرافة الشعبية عن المع ج زة الاقتصادية بحقيقة السراب الاقتصادي9 .
لاحظ درَكَر في تحليلة الاقتصادي أن إحصاءات النمو الاقتصادي الكمية ذات علاقة ضعيفة بمعايير جودة
الحياة، مبينا أن قوة الدولة الإقتصً ادية الزائدة لم تكن مترادف ة مع عيش الشعب الرغيد، وأقر على سبيل المثال
أن النظام النازي حل مشكلة الب طالة من خلال برامج العمل العسكرية والعامة، ولكنه ب يَّن أن إيجاد مثل هذه
الأعمال المؤقتة كانت معاكسة للانتاج في مجال خلق الثر و ة ع لى المدى الطويل.