المسؤولية 1من اصل2
على الرغم من الرؤى العديدة الثاقبة فإن فريدريك تايلر Fredrick Taylor وإيلتون مايو Elton Mayo لم
يدركا أن من المهم في سبيل تحسين الإنتاجية أن ” يتم الطلب إلى القائمين بالعمل ” القيام بذلك . اعتبر تايلر
أن العمال ” ثيران بكم ” ، وهم في نظر مايو «قاصرون» و « يعوزهم الانسجام مع بيئتهم نتيجة لعجزهم عن
تحقيق التوافق بين رغباتهم الذاتية وبين أوضاع حياتهم » . افترض الرجلان على صواب أن لعمال المعارف
تأثيرًا هامشياً على الإنتاجية لأنهم يلعبون دور اً صغير اً في النظام الصناعي في هذا العصر المبكر ، ولو
سنحت الفرصة لهما لدراسة عمل المعرفة بعمق لاكتشفا برأي درگر أن الإخصائيين لا يساهمون بالمنتجات
بشكل مباشر ولكن خبرتهم لا يستغني عنها في نتائج شركة الأعمال .
غير أن العمل التخصصي يجب أن يتلاحم مع واجب المساهمة في قيمة الزبون وإلا فلا معنى لها . يؤكد درگر
بشدة على عدم وجود تفاوت بين التخصصات في مجال تلاحم المعارف ، ولذلك لا يوجد اختصاص قضائي
في عمل المعارف إذ ينبغي أن يدرس كل تخصص يتفاعل مع الواجب وأن تحكم اللحمة بينها ، وهذا هو مبرر
الأهمية الزائدة لفرق المعارف .
أكد دكر أن المعرفة قوة ، ولذلك تصبح مثل كل قوة أخرى متغطرسة وفاسدة بسرعة إن لم تتعزز بالسلطة
والمسؤولية ، واستشهد بإرث النظرية السياسية الغربية ليبين أن المعرفة كانت على الدوام مبدأ للعمل ، وأن
على المرء بموجبه أن يتحمل مسؤولية لصنع أشياء مفهومة . الاختلاف الكبير هو وجود عدد ضئيل جداً من
ممتهني المعارف في الماضي ، ولكن الثورة الثقافية في اقتصاد اليوم أوجدت سوقاً هائل ة من المهن لعمال
المعارف .
في ظل وفرة المهنيين الإخصائيين والحاجة الملحة لطلب مساءلة المعرفة ، أكد درگر أن
مبادئ الإشراف على العمال التي تزخر بها الكتب الدراسية ليست ذات شأن ، فالشخص
الوحيد الذي يستطيع إدارة عامل المعارف في نهاية المطاف هو ذات العامل .