1 من أصل 2
إن الدور الحرج في بناء طريق ذات اتجاه واحد للدهون هو مادة الأنسولين، وهي تفرزه وتصنعه البنكرياس في الجسم، ويمكن القول إن الأنسولين هو أفضل صديق للمليارات من خلايا الجسم، وما أشبهه بحارس ليلي يسهر ليراقب الأقفال الموجودة على خلايا الدهون وقد أقفلت وأحكم رتاجها، كما هو مطلوب. وطالما وجدت كميات كافية من تركيز الأنسولين في الدم فإننا نلاحظ أن خزانات الدهون تحتفظ بمحتوياتها وتماسكها.
فالأنسولين هو الهرمون الذي ينقل الجلوكوز (سكر الدم) إلى الخلايا. وكلما مرت جزئيات الجلوكوز في الجدران المخاطية للأمعاء وصولاً إلى جهاز دوران الدم تفرز البنكرياس أيضاً مادة مطابقة من جزئيات الأنسولين لتحافظ هذه على المستوى السليم للسكر في الدم. إلا أنه إذا لم تنقل جزئيات الجلوكوز من الدم إلى الخلايا سيستمر تركيز مادة الأنسولين في الصعود والتزايد. وعلاوة على ذلك، كلما كانت نسبة هذا التركيز مرتفعة فإن خلايا الدهون لا تستسلم، ولا تعطي الترايجلسيرايد (الشحوم الثلاثية) الموجود لديها. وذلك لأن الأنسولين هرمون ابتنائي، يختزن بالوقود كالجلوكوز والدهون، ويشارك في عملية تركيب الحمض الدهني، وهذا يعني أنه إذا انقص تركيز مادة الأنسولين فإن خلايا الدهون ستكون عنها، وبهذه الطريقة ينشأ طريق ذات اتجاه واحد للدهون.