الصناعة وبنية السوق 1من اصل4

الصناعة وبنية السوق 1من اصل4

 (2)

الانتفاضات في التسويق والاتجاهات البنيوية كانت دائماً مصادر مهمة للابتكار ولكن تحديدها كان صعب اً في
مراحلها الأولى لعلها خداعة للغاية ، وهي تبدأ عادة بشكل سلس وغير ملاحظ في غالب الأحيان، وعندما
يتزايد زخمها يصبح من المستحيل تجاهل نتائجها. وصف درگر التفاعلات المتبادل ة قصيرة المدى وطويلها
كما يلي: ” إن نجاح كل من يستثمر الاتجاهات البنيوية أكيد في الغالب، إلا أن محاربتها صعبة على المدى
القصير وليس هناك من أمل على المدى الطويل. وعندما يتلاشى هذا الاتجاه أو ينعکس وهذا أمر نادر
الحدوث ” فإن الفناء ينتظر الذين يستمرون على ما كانوا عليه، وأما الذين يغيرون بسرعة فموعدهم الفرصة ”
.
يشتمل تكتيك الإستفادة من التغيير في الصناعة وبنية السوق على صعوبة واحدة هي عجز الشركات القائمة في
صناعة ما عن فهم التهديد الذي يمثله المنافسون لبقائها، فلا تدرك أن الحظ سرعان ما سيتخلى عنها لكونها
بعيدة المنال، ظناً بأن موقفها السليم منيع وأنها في مأمن من غدر الزمان كثير اً. علق در كر على قصر نظر
واستعلاء هذه الثقة الإدارية التي هي في غير موضعها بأن ” الصناعة وبنى السوق تبدو في الواقع صلبة جداً
لدرجة قد پري معها أصحاب الصناعة أن قدر الصناعة والبني هو مواجهة الطبيعة والديمومة بصورة جزئية،
ولكن الحقيقة هي أن بنى السوق والصناعة سريعة الإنكسار فلا تصمد أمام وكزة إلا وتتفسخ، وبسرعة في
غالب الأحيان. وحينذاك ينبغي على كل من في الصناعة أن يبادر إلى العمل ” .
لقد كان هذا الفشل في إدراك هشاشة بنى السوق هو الذي جعل القادمين الجدد، الذين لا
يتمتعون بالمعرفة الضمنية ولا بالخبرة، يستفيدون بصورة متناقضة من العقلية التجارية
المغامرة. أما الذين هم خارج الصناعة فنظرتهم مختلفة إذ لا يرون الثقة جزء من الحرس
الإداري القديم، وتساورهم الشكوك عوضاً عن ذلك بعدم الأمان، ويرون الاضطراب بدلا ً
من السكينة الصناعية، ويتصورون احتياجات الزبائن اللا مشبعة بدلاً من رضاهم،

m2pack.biz