الرواد المفكرون 3من اصل4
أدرك درگر عندما فهم الشركة في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين ومطلع أربعينياته بمثابة المؤسسة الأكثر
أهمية في المجتمع أن أساس ودعائم بيت الإدارة النظري قد تجمعت، وقبل التحدي في إعداد مسودة إنشائية
كاملة.
ذکر درگر استثناء أمريكية واحدة في مجال الطريقة الوظيفية التي سادت قبل الحرب العالمية الثانية، وتجسد
ذلك بشخص ماري باركر فوليت Mary Parker Follett الذي سماها «نبية» التخصص في نظرية
الإدارة، واعترف أنها لا تكاد ذكر في هذه الأيام على الرغم من رؤياها الثاقبة ومساهماتها، فهي النجم الأكثر
بريقا في سماء الإدارة، وإذا غيرنا التشبيه قلنا إنها ضربت كل وتر أعطى نغمات سيمفونية الإدارة الحالية، إلاً
أن ذکرها على الأقل في الولايات المتحدة اندثر بعد عشر سنوات ولم يعد لها وجود حتى في الحديث عن
الإدارة.
ومع ذلك وعلى الرغم من الإلهام الذي استحوذ على دگر حول إدارة الشركة وشاطره إياه
عدد قليل من معاصريه وكان ينظر إليه في أوروبا على أنه مظهر مخالف للثقافة، فإن درگر
تمكن في وقت لاحق من التعليق ” بأن ظهور الإدارة قد يشكل الحدث المركزي في زماننا
والأهم بكثير من جميع الأحداث التي تتصدر الأخبار، ومن النادر على الإطلاق أن تكون قد
ظهرت مؤسسة أساسية جديدة أو مجموعة قيادية جديدة أو وظيفة ثقافية جديدة بنفس السرعة
التي ظهرت فيها الإدارة منذ أفول شمس القرن،