الرواد المفكرون 2من اصل4
اعترف درگر في وقت لاحق بأنه مدين من الناحية الفكرية لهؤلاء المهنيين في تجهيز مائدته بالمكونات
الرئيسة اللازمة لإعداد نظريته، وكان فريدريك تايلر Fredrick Taylor يتمتع لديه بأهمية خاصة، إذ يعتقد
أن أفكاره الفلسفية هزمت الماركسية لأنها جعلت القوى العاملة الأمريكية تشعر بالوظيفة والإنتاج بدلاً من
شعورها بالثورة. كذلك فإن درگر فضح بعضا ً من الأوهام التي نشأت حول مؤلفات فريدريك وفكره :
الجميع “يعرفون” الحقائق التالية عن فريدريك وينسلو تايلر Fredrick Winslow Taylor : كان هدفه
«الفعالية»، وهي تعني تخفيض النفقات وزيادة الأرباح، وكان يعتقد أن العمال يستجيبون للحوافز الاقتصادية
قبل كل شيء. اخترع «التسريع» وخط التجميع. رأى العامل الفرد وليس مجموعة العمل. اعتبر العمال آلات
وأن يتم استعمالهم كآلات .
أراد أن يضع كل القوة والرقابة في يد الإدارة، وظل يشعر بالاحتقار تجاه العامل. وكان أبو «نظرية التنظيم
الكلاسيكي» ذات التسلسل الهرمي ومفاهيم مدى الرقابة ووظائفها، وهكذا دواليك … كل واحدة من هذه ”
الحقائق المعروفة جيدة ” هي وهم خالص .
تأثر درگر كثيراً إلى جانب هذه الاختراقات العظيمة المحددة بحقيقة أن هؤلاء الأفراد لم يكونوا مجرد مفکرين
بل فاعلين، فكل منهم كان في وقت من الأوقات مسؤولا ً عن أداء منشأة ما، وكان على وجه الخصوص
مذهولا ً أيضا ً بالشخصية العالمية التي يتمتع بها هؤلاء الرواد الأوائل الذين بحثوا عن خيوط الإدارة، وهذا
ما ثبت في ذهنه أهمية الشركة باعتبارها المؤسسة الرئيسة في مجتمعات البلدان المتطورة في كل أنحاء العالم .
لاحظ درگر في الوقت ذاته أن كل واحد من هؤلاء الأفراد على الرغم من تميزهم وكونهم
معاصرين لبعضهم البعض ركز في بحثه على نطاق تخصصه بالذات، وأنهم لم ينتبهوا إلى
تبادل الأفكار فيما بينهم على ما يبدو. كذلك فإن العمل الأكاديمي استمر في فترة ما بعد الحرب
العالمية الأولى باتجاه زيادة التخصص متابعة النهج الأصلي للرواد الذين مر ذكرهم. ونتيجة
لذلك حصل إرث زاخر بالمعلومات عن نواحي الأعمال، ولكن فكرة الشمولية والتفاعل
المتبادل لم تجلب كثير انتباه.