الدسم في الخارج 1من اصل4
]]
السمة التي تميز بها درگر عن زملائه في اختصاص الإدارة هي موهبته في الربط بين التحليل الداخلي
والأهمية الخارجية. غير أن هذه البراعة الفائقة الإدراكية لم تحسن من سمعته من الناحية الجدلية دائماً، إذ
اعتقد عدد من الأكاديميين وخصوصاً في العلوم الاجتماعية أنه خان المؤسسة بسبب اهتماماته الدنيوية بشؤون
تجارية حقيرة. لقد ناسب درگر بشكل جيد هذا الدور في التفسير الخارجي، فكان منذ ثلاثينيات القرن العشرين
مراقب اً اجتماعي اً عالي المقام بين الأكاديميين وفي الصحافة، وبعد الحرب العالمية الثانية اتبع نمطا ً بتناوب
كتبه بين تفحص مبادئ الإدارة الداخلية واستكشاف القوى الاجتماعية التي تؤثر على الشركة، وأدرك في
الواقع دوره کجسر بين النظرية الفكرية والممارس البراغماتي .
وبصورة مشابهة اعتبرت مجموعة ساخرة من مجتمع إدارة الأعمال كتاباته الثقافية ابتعادة لا حاجة له عن
الاهتمام الوحيد للإدارة في تحسين مصلحة أصحاب الأسهم. لم يبال درگر بآراء أي من المؤسسات المزعومة
لأنه اعتبر نفسه متفرداً ، وكان اهتمامه الرئيس هو التأكيد على أن الظروف الخارجية هي المصادر الحقيقية
للابتكار، وهذا الإهتمام يكمن في إذكاء العلاقة التبادلية بين القطاعين الداخلي والخارجي ويفوق في أهميته أي
ولع شخصي آخر. والخلاصة أن من المستحيل فهم عملية العقلية المغامرة التجارية من خلال أفق الوظائف
الداخلية المحدود في شركة الأعمال .
وعوداً على بدء، اعتبر درگر في كتابة له عام 1995 العقود الأربعة السابقة بمثابة فترة لعبت
فيها القوى الاجتماعية والثقافية دور اً سلبي اً في صنع القرارات المتصلة بالإدارة. تركز
التسويق على تحسين المنتجات الحالية بدلا ً من البحث عن منتجات وخدمات ثورية. نظام
المعلومات في الشركة عكس اهتماما ً شبه كامل بالأحداث الداخلية. وهذا التأكيد على
الإستمرارية بدلا ً من التغيير انعكس في أولويات العاملين على تكنولوجيا المعلومات.
«اتجهت معلومات الحاسوب إلى التركيز الكبير جدا ً على المعلومات الداخلية وليس على
المصادر الخارجية والزبائن الذين يعول عليهم» . وذلك بسبب تردد هؤلاء التكنولوجيون في
بذل جهد لوضع كميات للوقائع الخارجية بأية طريقة ذات معنى.