الخلفية4من اصل6

الخلفية4من اصل6

الا وهي مذهب الرجل الاقتصادى الدنيوي ، وهو يعلن بشده ان عقيده الرجل الاقتصادي القائمه علي
الانانيه والجشع والسير وراء الخلاص الاقتصادي وتمجيد التوقعات الماديه لم تكن كافيه ولا مناسبه
للوصول الي مجتمع اقتصادي متماسك هادف . لقد تاسف علي مفهوم فلسفي يبشر بما يلي يجب ان
يتم تركيز جميع الطاقات الاجتماعيه علي تحسين الاهداف الاقتصاديه لان التقدم الاقتصادي يحمل
وعودا بالسعاده الاجتماعيه المطلقه لم يفهم دركر كيف يمكن لاي مذهب ان يحظي بالقبول الفلسفي
والحظوه الاجتماعيه اذا كان يتجاهل كرامه الانسان ويحول الرذائل الخاصه الي فضائل عامه وينبذ
مفهوم الحريه وينتهك معايير المجتمع الاخلاقي العادل ويناقض المتطلبات الاساسيه للوضع الانساني
ان رفع مقام الاقتصاد واعتباره القيمه المهيمنه في الراسماليه يقصلها عن الاخلاق، ويجعل من
المحتم ان تقوم قوي المصلحه الذاتيه النابذه ضيقه الافق بتكوين الثروه ضمن الدوله علي حساب
تمزيق الروابط الاجتماعيه الجاذبه التي توفر للمجتمع احساسا متماسكا بالروح الاجتماعيه ، ولن
يودي فصل الاقتصاد عن الاخلاق الي خلق جنه دنيويه من الاداء المادي بل سيولد مجتمعا تسود فيه
النواحي السيئه البشريه اكثر من الجيده .
وكما يري دركر المجتمع ، فان الحضاره الغربيه في النصف الاول من القرن العشرين كانت في
حاله من التخبط والتفسخ لان التشرذم الموسساتي اللاعقلاني حل محل الهدف التنظيمي الهادف ،
واستبدلت المصلحه بالمصالح الشخصيه ذات الافق الضيق ، وتسلطت معايير القوه غير الشرعيه
علي الحق فقوضت مفاهيم السلطه الشرعيه واالمسؤوليه الشخصيه .
يشخص الفليسوف الاسباني الذكي خوسيه اورتيغا اي غاسيت jose Ortega gasset الحاله
الاجتماعيه والسياسيه المتفككه في الدول الديموقراطيه الراسماليه علي انها تمهيد لثوره الجماهير
يري دركر ان اورتيغا قد استخلص النتيجه غير الصحيحه من تحليله البارع اذا ان وصف الجماهير
بانها في حاله من الثوره يعني ضمنا ان لديها التزاما واعيا تجاه الانشطه الاجتماعيه والاقتصاديه
دون اعتبار لمدي الخطا في توجيه سير البرنامج من وجهه نظر الاخرين

m2pack.biz