البيانات السكانية من أجل تحديد أسواق المستهلكين 1من اصل3

أكد دركر على أن الاتجاهات السكنية هي أقل مصادر فرص العقلية التجارية المغامرة خطورة، إذ أن استخدام
البيانات السكانية من أجل تحديد أسواق المستهلكين هو تكتيك سليم لحل مغاليق الفرص لأن الاتجاهات السكانية
تمثل تحولات الماضي القريب إلى مستقبل س ديد: ” إنها ليست غامضة، وتنطوي على أكثر النتائج قابلية
للتكهن “»”. يمكن أن نفترض من خلال طرح الميل إلى نسبة ولادة عالية أن يكون قد ولد معظم الذين
سيلتحقون بالقوى العاملة في غضون العقدين القادمين. «التغيرات في البيانات السكانية هي بالطبع أكثر
المؤشرات وثوقاً على الدوام لأن الوقت اللازم لتحقق التغيرات السكانية معروف وعنيد» .
يجب تذکير صاحب العقلية التجارية المغامرة بأن يتمسك عند تحديده الفرص السكانية بالعلاقة بين المجموعات
والمكونات. بين درگر أن المجموعات مهمة في فهم الصورة الكبيرة لعدد السكان عند الأمة، ولكن المكونات
وحدها، أي النواحي السكانية المتخصصة، تحظى بالأهمية لدى العقلية التجارية المغامرة: «عدد السكان
المطلق مثلاً هو أقل الأمور أهمية ، والتوزع حسب الأعمار يفوقه أهمية بكثير . ليس من وظيفة الإدارة أن
تقبل بواقعية نماذج هذه التغيرات المتعلقة بالحقائق فحسب، بل أن تحلل الأشكال الكلية إلى مكونات محددة
للفرص .
لاحظ درگر أن المدير التنفيذي العام لشركة سيرز روبك Sears Roebuck الجنرال
روبيرت وود Robert Wood خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، كان أول
مدير أدرك أثر العقلية التجارية المغامرة على السكان باعتبارها مصدراً للابتكار، ويقال إنه
كان يحتفظ بنسخة من كتاب مقتطفات إحصائية للولايات المتحدة طوال اليوم على مكتبه وفي
الليل إلى جانب سريره، وأن أحد الاتجاهات التي لاحظها أثناء تقليبه مجموعة الإحصائيات
الضخمة كانت الهجرة إلى الضواحي في العشرينيات، فأرجع ذلك إلى زيادة استخدام السيارات
واستغل هذا الاتجاه بإضافة مخازن الضواحي إلى نشرات الشركة المصورة كوسيلة رئيسة
لاستراتيجية الشركة التجارية، وأكمل هذا الابتكار في رؤيته فرصة رئيسة للتأمين على
السيارات فأسس شركة أولستيت Allstate التي كانت إحدى أنجح شركات التأمين في
التاريخ.