8 أخطاء شائعة في تهذيب سلوك الأطفال
تود كل أم لو يتصرف طفلها بمثالية، وتتذمر من أي سلوك سيئ يقوم به دون أن تدرك أن هذا السلوك ما هو إلا انعكاس لما تفعله معه. إذ إن هناك بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الأمهات في أثناء محاولاتهن تهذيب سلوك أطفالهن، التي تنعكس بشكل سلبي عليهم. لذا نقدم لكِ في هذا المقال بعض المعلومات عن سلوكيات الأطفال وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى أبرز الأخطاء الشائعة في تهذيب سلوك الأطفال حتى تتجنبيها.
سلوكيات الأطفال وكيفية التعامل معها
لكل طفل شخصية مختلفة وسمات تميزه عن غيره، لذا فإن طريقة تقويم السلوك تختلف من طفل لآخر حسب شخصيته. وعلى الأم أن تتفهم شخصية طفلها وطبيعته جيدًا، حتى تتمكن من التعامل معه واختيار الطريقة الملائمة لتقويم سلوكه.
والأهم هو معرفة السبب والدافع الذي أدى إلى ظهور هذا السلوك، فمثلًا إذا لاحظتِ أن طفلكِ يضرب أخاه الصغير، قبل البدء في توبيخه عليكِ معرفة السبب، هل يحاول جذب انتباهكِ إليه بطريقة ما؟ أم أنه اكتسب هذا السلوك العدواني من مشاهدة التليفزيون؟ ثم ابدئي بالتحدث معه ومنحه الفرصة للتعبير عن مشاعره، ثم اشرحي له مساوئ فعله وأن هذا التصرف غير لائق، ولكن هذا لا يعني أنه طفل سيئ، واعقدي معه اتفاقًا على عدم تكرار هذا الفعل مرة أخرى.
أخطاء شائعة عند تهذيب سلوك الأطفال
الكذب على الطفل: هل سمعتِ من قبل عن الأم التي تهدد ابنتها بجارهما العجوز الأصلع حتى تقنعها بتناول الطعام؟ بالتأكيد سمعتِ أشياء مشابهة، المشكلة أن الكذب الأبيض قد يجعلكِ تسيطرين على الوضع بشكل مؤقت، لكن بالتأكيد ستؤرقكِ عواقبه في ظروف أخرى. فماذا لو اضطرت الأم أن تركب المصعد مع ابنتها وصادف وجود جارهما الأصلع الذي أصبح وحشًا الآن في نظر الطفلة؟ حاولي دائمًا أن تخبري طفلكِ بالحقيقة، فمثلًا إذا امتنع عن الذهاب إلى المدرسة، اشرحي له أنكِ أيضًا لا تحبين الذهاب إلى العمل كثيرًا، لكن هناك واجبات في الحياة يجب على المرء تأديتها، فتعاطفكِ مع حالته وشعوره بأنكِ تمرين بتجارب مشابهة لتجاربه لهما مفعول السحر.
عدم التزام الأم بما تقوله للطفل: التهديد دون تنفيذ طريقة أكيدة تدفع الطفل للتحدي وعدم تحسين سلوكه، لذا فإنه من الضروري أن تحذري طفلك بحزم من عواقب عدم الالتزام بكلامك، فإذا أصر على تجاهل الأمر، نفذي العقاب المناسب. وفي المرة التالية ذكريه بلطف بالعقاب السابق، وأوضحي له أنكِ تتوقعين منه أن يتصرف بطريقة مهذبة، لأنكِ لا ترجين معاقبته مثل المرة السابقة.
عدم التوافق على أسلوب التهذيب بين الأبوين: حينما تتفقين مع طفلتك على إنهاء واجباتها حتى تأخذينها في نزهة، ثم يأتي زوجكِ لأخذها في نزهة حتى لو لم تنهِ واجباتها، هذا الأسلوب يجعل الأطفال يستغلون الفرص وينفذون ما يريدون بالذهاب للشخص الذي يوافق على طلباتهم على الدوام، وإظهار الشخص الآخر على أنه سيئ ولا يحب المرح.
وسواء كان هذا التصرف ناجمًا عن الأم أو الأب، فعلى الطرفين الاتفاق على ألا يختلفا أمام أطفالهما. ومن المهم دعم قرارات الطرف الآخر فيما يخص التهذيب، حتى يشعر الأطفال بأن الأبوين جبهة واحدة لا يمكن اختراقها.
المبالغة في مكافأة الأطفال: عند مكافأة الطفل على كل أمر يفعله، فإنه بذلك يعتاد على أن يحصل على مقابل لأفعاله العادية، فالرشوة أو بتعبير ألطف “المكافأة” ليست الطريقة المثالية لتهذيب الطفل. من الأفضل لكِ وله أن تعززي من سلوكياته بأن تخبريه بمدى فخركِ به لأنه كان مهذبًا في أثناء زيارة جدته، أو عن مدى خيبة أملكِ لأنه كسر الزهرية (الفازة)، بالرغم من تحذيره بعدم لمسها، بهذه الطريقة أنتِ تسهمين في تطوير الذكاء العاطفي لدى طفلكِ.
عدم التزام الأم بالقواعد التي وضعتها بنفسها: من أكثر الأمثلة شيوعًا أن تقولي لطفلكِ: “لا تكذب”، ثم يرد على التليفون فتشيرين له بأن يقول للمتصل إنكِ نائمة. عليكِ توخي الحذر بأن تلتزمي أنتِ وزوجك بالقواعد التي تلزمان طفلكما بها، لأنه مرآتكما وسيحاكي تصرفاتكما حتى لو كانت هذه التصرفات متناقضة مع القواعد الموضوعة بالمنزل. فتعلمي كيف تكوني قدوة لأطفالك.
الصراخ في وجه الطفل: الغضب لن ينفع على المديين القصير والطويل، لذا حاولي التحكم في أعصابكِ قدر الإمكان، فعندما تشعرين بأنكِ على وشك أن تفقدي أعصابكِ، اذهبي إلى غرفة أخرى، وخذي نفسًا عميقًا حتى تستجمعي قواكِ وتكوني قادرة على معالجة الموقف بشكل أكثر حكمة.
طول الوقت بين الخطأ والعقاب: لا تجعلي طفلكِ ينتظر العقاب طويلًا، فعلى الأرجح لن يتذكر ما الذي أخطأ فيه منذ ساعة، فما بالك عند ارتكابه الخطأ منذ وقت طويل. لذا يجب أن يكون التحذير والعقاب في الوقت نفسه الذى تصرف فيه طفلك بطريقة خطئة، حتى يتعلم من خطئه.
الإسهاب في الشرح: الشرح المطول لن يقنع الأطفال بأي حال من الأحوال، حاولي توضيح الأمور لطفلكِ بأقل عدد ممكن من الكلمات، وبصورة بسيطة وسهلة الاستيعاب دون استخدام كلمات معقدة أو تفاصيل كثيرة لن يفهمها ولن يعيرها اهتمامًا.