عندما يكون الأطفال مستعدين للالتحاق بالمدرسة الإعدادية، التي يُطلق عليها “المرحلة المتوسطة”، فإن قدرتهم الناشئة على استخدام الأفكار المجردة تساعدهم في التركيز على أكثر من مسألة وحل في وقت واحد، ومن شأن هذه القدرة المتزايدة أيضًا المساهمةُ في تعزيز علاقاتهم الاجتماعية. على سبيل المثال، تزداد قدرة الأطفال في هذه المرحلة على التفكير في وجهة نظر الآخر. وبحلول سن الثانية عشرة، تكون هذه التغييرات النوعية في ذاكرة الأطفال قد بدأت ويصاحبها اكتسابُهم مهاراتٍ جديدةً تساعدهم في تنظيم المعلومات واستذكارها. ويعني تزايد مهارات الذاكرة والقدرة على رؤية الموضوع من زاويتين مختلفتين أن التفكير النقدي لدى الأطفال يتطور. وعلى الرغم من أن هذه المهارات ليست متطورة بالدرجة التي ستكون عليها عندما يتخرج الأطفال في المدرسة الثانوية، فإن بوادر هذه المهارات الجديدة تتجلى بوضوح.
وبحلول العام الثاني عشر تقريبًا، من المتوقع أن يتمتع الأطفال بقَدْر أعلى من الاستقلالية عن المعلمين والوالدين فيما يتعلق بنموهم المعرفي، مقارنةً بمستوى الاستقلالية المتوقع منهم أثناء سنوات الدراسة الابتدائية. يتبع المعلِّمون في المدارس الإعدادية أسلوبًا ينطوي على قَدْر أكبر من الاستقلالية في الدراسة، وذلك في صورة واجبات مدرسية أو مشروعات يترقبون تنفيذها في محيط المنزل نظير الحصول على درجات في المدرسة.