المشاعر، ودوافع الشخصية، والتعاطف
1 من أصل 2
استخدام التيمات المُثيرة للمشاعر ليس ” الطريقة” الوحيدة التي تستخدمها الأفلام للربط بين الاستيعاب والمشاعر. فثمة طريقة أخرى تتمثَّل في محاولة فهم “لماذا” تقوم الشخصيات بما تقوم به. فدُون الشعور بدوافع الشخصية، يغدو من المستحيل تتبع سلسلة من الأحداث المرتبطة سببيٍّا بعضها ببعض؛ ذلك لأنه في هذه الحالة يُصبِح سلوك أيِّ شخصية محتمَلًا، تمامًا كسلوك بقية الشخصيات، ويغدو كلُّ تسلسل زمني اعتباطيٍّا ومن أجْل الحفاظ على اندماج شعوري ومعرفي، فإن علينا ” الاندماج” مع الشخصيات.
بَيْد أننا لا نقارب كل شخصية باعتبارها شخصًا جديدًا كليَّةً. فثمة شكل آخر لنظرية المخطَّط يشير إلى أننا نمتلك مخطَّطات للأشخاص أيضًا. وتُسمَّى هذه أحيانًا بالأنماط الجاهزة، أو الأنماط الأصلية، على نحو أقل تحقيرًا. 36 فعندما يبدأ المشاهدون التعرُّف إلى شخصيات أحد الأفلام، فإنهم يحاولون أن يُطابِقوا بينها وبين فئات موجودة سلفًا. 37 ولا يلزم وجود سوى قليل من المعلومات كي تبدأ عملية الارتباط تلك: قبعة سوداء، ابتسامة، تردُّد مرتبك، تلك الإشارات قد تكون كل ما يحتاجه المشاهد لاستحضار نمط أصلي مألوف.
ومع تطور الشخصية على الشاشة، يتم تقديم المزيد من السمات التي تقود المشاهدين إلى فهْم أفضل لدوافعهم. وفي حين أن الشخصيات الأيقونية أحيانًا ما تكون معقَّدة بما يكفي لتحدِّي مجموعة الأنماط المتوافرة لدى لمشاهدين، فإن أغلب الشخصيات تتوافق مع أنماط أصلية معروفة؛ ومن ثَمَّ يسهل فهمُها. فأحد الأسباب في أن المشاهدين لا يضيقون بالسرد المعقَّد في فيلم “إشراقة أبدية لعقل نظيف” هو أن الشخصيات مألوفة للغاية؛ ” الفتاة الحمقاء ذات الخيال الجامح” و “الضعيف المحزون الجذاب”.