استلاب الذات في الأنا4من اصل4

استلاب الذات في الأنا4من اصل4

 

استلاب الذات في الأنا (2)
استلاب الذات في الأنا (2)

وكل هذه الدوالي التي تشير إلى رغبة الأم، تدخل في إطار التماهيات الأولية المكونة الدوال الأساسي، أي بمثابة حجر الزاوية لبزوغ النواة الأولى للاوعي (اللاشعور).

وهذا ما أشار إليه فرويد في مقاله عن الكبت سنة 1915، عندما فنده في ثلاث عمليات:

1- الكبت الأساسي.

2- الكبت الثانوي المتعارف عليه، وهو ينجم عن الأول.

3- وعودة المكبوت، وهي التركيبات المكونة في المحتوى اللاواعي (اللاشعوري) وهو ما يطالعنا به العمل العيادي في الظاهر التي تفاجئ وجداننا سواء أتت في الأحلام (الباب الملوكي)، أم في الأعراض، أم في الكنات، وفي هفوات اللسان، والأفعال المغلوطة.

والملاحظ هنا أن الكبت الأساسي مرتبط أصلًا برغبة الأم وما يماثلها من تمثلات تعبر عنها. وهي نقطة استقطاب لكل نشاطاتنا الفكرية لأنها تجتذب كل الدلالات المتفرعة عنها، ودور المجازي الأبوي هو الوصلة الرمزية التي تخرج الطفل من هذا الارتهان الذاتي، وتجعل العودة مستحيلة، وتمهد له الطريق للخروج من وهم المتخيل لولوج عالم الترميز.

لا يعني ذلك أن العمل التحليلي عندما يبلغ نهايته، يلغي اللاوعي (اللاشعور) أي يستخرجه كمن يستأصل جسمًا غريبًا. فاللاوعي (اللاشعور) حسب تكوينه لا يلغى، إنما يحل محل الأنا في تكوينها الجديد… فالمكتسب هو معرفة جديدة لمعرفة سابقة كانت إلى حد الآن في حكم المكبوت- وإدراكها لا بد أن يولد تغيرات في بنية الأنا.

ويبدو هنا حسب التعريف اللاكاني بأن الذات لا تسبب اللغة، إنما اللغة هي السبب في تكوين الذات. فأي تصور لذاتنا، فبأي شكل نريده أو نتمناه ليس إلا تصورًا لغويًّا. هي كناية عن سلسلة لغوية لدوالي متشابكة فيما بينها ضمن النظام اللغوي المتمحور حول الاستعارة والكناية، لأن أي دال لا يجد معناه إلا إذا ارتبط بالدال الذي سبقه وبالدال الذي لحقه. وهكذا بمجرد أن تجد الذات تعريفًا عن وجودها في دال معين، نراها تغيب لكي تظهر في دال آخر وهكذا. مما يؤشر إلى تقدم العمل التحليلي.

 

m2pack.biz