استلاب الذات في الأن 12من اصل12

استلاب الذات في الأن 12من اصل12

استلاب الذات في الأنا(•) (3)
استلاب الذات في الأنا(•) (3)

وعلى ضوء هذه الرسمة “Schéma L” “L”، يصبح مفهومًا كيف الأنا تتلطى في نماذج متكررة تعبر عن استلابها ف المحور المخيالي، وتلغي أي اعتبار لوجود اللاوعي (اللاشعور). ودخولها في نظم التعبير اللغوي، لا بد أن يبرز الفارق ما بين الأنا المعبّرة والأنا المعبِّرة، وأن أي مفهوم قد يصل إليه المحلل لا يمكن أن يطابق الأنا المعبرة، لأنه في كل مرة تتحول هذه الأنا من ذاته في دال أول لكي تظهر في دال آخر.

والفارق بين الدال الأول والدال الآخر، هو الفارق الأساسي المتمثل في موضوع يسقط في المرحلة الأولى لكي يجدد الرغبة في المرحلة التالية. وهكذا كلما اقتربنا من هذا الموضوع، كلما زادت المقاومة، لأن الوصول إليه عبر التسلسل الكلامي لا يؤدي إلى كسبه إنما إلى خسارته، وفقدانه نهائيًّا؛ لأنه في الأساس كان بحكم المفقود، وأي موضوع بديل عنه كانت تتماهى به الانا في مخيلتها، يتبدد لأن ما هو مفقود كان غير مرئي، ولا يمكن تحديده في أي موضوع آخر، والأنا في ضلالها كانت تتوهم إمكانية استعادته، ولكن ما يظهره التحليل هو تبديد هذا الوهم: عن طريق تحديد هذا الموضوع من كل الاستثمارات النرجسية. وما يكسبه المتحلل من خيبة أمل وإحباط يتبعه ألم، يعوضه معرفة عن حقيقة أوهامه، وانطلاقة جديدة لرغبة تعبر عن ذاته، وتحل محل الأنا المخيالية.

(1) Joë Dor, Comprendre Lacan, Denoël.

 

 

(·) يتميز لاكان ما بين الأنا والذات اللاواعية. على اعتبار أن الأولى تتكون من التمهيات المخيالية والثانية تكمن في اللاوعي لتعبر عن واقع الرغبة المكبوتة. لذلك يمكن للأولى أن تضلل الثانية بقعل هذه التماهيات سيما إذا كانت نرجسية.

m2pack.biz