الأفلام الحزينة1 من أصل 2
يثير الاستمتاع بالأفلام الحزينة مفارقة شبيهة بمفارقة الاستمتاع بأفلام الرعب؛ ففي ضوء أن معظم الناس يَعتبِرون الحزن شعورًا سلبيٍّا ويتجنَّبونه بصفة عامة، لماذا إذن تَحظى الأفلام المعروفة بــــ ” البُكائيات” بكل تلك الشعبية؟ في الظاهر، يبدو هذا مناقضًا لفكرة أن الناس لا يأتون الأشياء التي لا تُشعِرهم بالسعادة. والحال أنه في العديد من الأفلام لا تمثِّل الأحداث الحزينة أيَّ مشكلة لو أننا تناولناها من منظور شمولي.
فالأحداث المحزنة في بداية أو منتصف القصة تمثِّل تحدِّيًا لشخوصه يتم التغلُّب عليه على مدار الفيلم؛ ومن ثم تزيد من قدر المتعة المتحصِّلة من نهايته السعيدة فملحمة مثل ” سيد الخواتم” يمكن أن تتضمَّن العديد من الأحداث المأساوية عبر سَرْدٍ ممتدٍّ، ما يتيح للشخصيات، مرة تلو الأخرى، الانتصار في نهاية المطاف.
أما الأفلام ذات النهايات غير السعيدة، فهي أكثر إثارةً للحيرة؛ حيث لا تتضمَّن نهاياتها مكافأة واضحة للمُشاهد. لماذا يُقبِل على مشاهدة فيلم مثل ” الدفتر” (ذا نوت بوك) أو ” الصائح العجوز” (
أولد يلَر)، اللذين تتضمَّن قِصَّتاهما شخصيات مثيرة للتعاطف ) زوجان مُسِنَّان، وكلب صيد من فصيلة لابرادور، على التوالي) تلقى حتفَها بطريقة مأساوية بدون أي ذنب اقترفته أو كنتيجة لسلوك بطولي؟ أحد الاحتمالات هو أن ثمة شيئًا آخَر يحرِّك المشاهدين غير ما يشعرون به من مشاعر محدَّدة وقد أظهرت الدراسات أن المشاركين الذين يعيشون ” حالة شعورية حميمة” (دفء، تعاطف، تفهُّم( يكونون أكثر تفضيلًا للأفلام الحزينة من المشاركين الذين يعيشون حالة من الحزن أو السعادة. 21