استمتاع المُشاهِد بالأفلام
القول المأثور ” كلنا نُقَّاد” 6 ينطبق يقينًا على مرتادي دُور السينما فنحن جميعًا نقيِّم خبراتنا في مشاهدة الأفلام وأولئك الأفصح لسانًا، والأعلى صوتًا و / أو الكثيرو الكلام يصبحون أكاديميين أو يُنشئون المدوَّنات، لكن حتى أقلهم قدرةً على التعبير عن أنفسهم، يعتمدون في اختياراتهم لما يشاهدونه من أفلام على خبرات سينمائية سابقة. 7 يتضمَّن هذا التقييم، لدى غالبية الناس، عنصرًا تأمليٍّا، واعيًا. فنسأل أنفسنا: هل كان الفيلم ممتعًا؟ هل كان مُرضِيًا؟ أم كان مَضْيَعة للوقت والمال؟ فالمتعة والإشباع هما المسألتان الأساسيتان عند تناولنا للفيلم باعتباره شكلًا من أشكال الترفيه. 8 وعندما يختار الناس أشكال الترفيه التي يفضِّلونها، فمن المسلَّم به أنهم يصنعون قرارات يعتبرونها ذات شأن.
يرتبط الاستمتاع بالفيلم ارتباطًا وثيقًا بالخبرة الشعورية. 9 فمن المفترض أن الناس يرغبون في الترفيه بهدف “الترويح” عن أنفسهم بيد أن العلاقة بين ما يحسُّونه من مشاعر أثناء الفيلم وتصنيف عملية المشاهدة كتجربة ممتعة ليست شفَّافة بأي حال من الأحوال فحتى في حالة تلك الأفلام التي تستثير مشاعر إيجابية مثل الدهشة، بإمكاننا أن نتساءل عن السبب الذي يجعل بعض الناس يجدون فيلمًا ما مدهشًا دون غيره.
ومما يثير الحَيْرة بوجه خاص تلك الأفلام التي تستثير مشاعر سلبية مثل الأسَى والخوف. فأفلام الرعب والإثارة والبكائيات التي تُدمِي القلوب، حَظِيت دائمًا بشعبية كبيرة على مدار تاريخ صناعة السينما. فلماذا يَسعَى الناس وراء تجربة تثير فيهم مشاعر سلبية؟