التعيين أو التماهي IDENTIFICATION 11من اصل11

التعيين أو التماهي

IDENTIFICATION

11من اصل11

التعيين أو التماهي (5)
التعيين أو التماهي (5)

المهم في الموضوع في وضعية الأنا، أنها قبل أن يتأكد شكلها الاجتماعي، تكون قد انطلقت من منطلق مخيالي، لا عودة بعده للشخص. ويتأكد أن كل محاولاته اللاحقة لتحليل اكتماله تبقى دون هذه الأنا المثالي، ويتبين له باستمرار التناقض ما بين هذه الأنا والواقع. فهذه الصورة للجسد ليست إلا سرابًا يسبق نضوج سيطرته وإخراجًا لشكل مكون لذاته وليس بواقع حاله المكون.

وعلق “جاك لاكان” أهمية كبيرة على مرحلة المرآة، على اعتبار أنها تمثل المرحلة الأولى التيتم من خلالها التماهي بهذا الشكل الخارجي للجسد، فيستأثر به بعد أن يخرجه من حالة التمزق البدني، والعجز الحركي؛ ويحقق له وحدة في وظائفه تسبق واقع حاله. الانفعالات العفوية التي تصاحب هذا الاكتشاف ما هي إلا دليل على أهميته؛ وسريعًا ما تتعمم هذه الصورة في شكلها المثالي على الآخر الراشد الذي يسبقه في نضجه، وفي تكامل نموه الحركي الذي يحقق حاجاته في حرية تبرز عجزه وارتباطه. وتدخل الأنا في علاقة مع الآخر شبيهة كمثل يقتدى به، ويرنو للارتقاء إلى مستواه. يتماهى به كلما سنحت الفرصة لاستكمال نضوجه والتطور عن طريف الإدماج حتى يؤمن نضجه، أو يزيد من تجميل هذه الأنا.

ومن البديهي أن يطرح السؤال الآن عن علاقة عملية التماهي بعقدة الخصاء، وما ينتج عن ذلك من الانبناء النفسي وتكوين الأنا المثالي.

كنا قد ذكرنا أن الأنا تتكون من خلال التماهيات الثانوية المخيالية التي تصادفها في خلال نشأتها، مما حدا “بجاك لاكان” إلى التأكيد على أن وظيفة الأنا هي منذ البداية وظيفة مخيالية (Fonction imaginaire) فالأنا هي جزء من الهو في البداية، تتكون تدريجيًّا، كما يقول فرويد، ويحصل التمييز دون أن تنقطع صلة الوصل بينهما؛ باعتبار أن الثاني ما هو إلا امتدادًا للأول. وهذا الانفصال (Ich Spaltung) يحصل عندما تظهر صفة المخاطب في تلزيم أفعاله وممتلكاته: أي يتبين ما له، وما لغيره (تدخل الأنا في لغة المخاطب بعلاقتها مع الآخر: شريت- ضربت- لعبت- فلمي- دفتري، إلخ).

 

m2pack.biz