الضغط الانفعالي عند الكذب 1 من أصل 2
1 من أصل 2
يمكن أن يسبب التلفيق المتضمن في الكذب، “الحمل المعرفي”، إضافة إلى تداعيات وجود أحدهم في هذا الموقف رد فعل انفعالياً لدى الكاذبين. وهذه الاستجابة الانفعالية هي التي تحاول التقاطها إجراءات كشف الكذب الأكثر موضوعية. وتزعم بعض الإجراءات قدرتها على استخدام إشارات غير لفظية مثل التململ والتحدث على نحو أبطأ، ولكن المشكلة هنا هي أنه عليك معرفة الحالة الطبيعية لذلك الشخص أولا؛ فإذا كانت طبيعته التململ والتحدث ببطء، فقد يتحدث في الحقيقة بوقع أسرع عندما يركز على الإفلات بكذبة. وقد حققت المقاييس المباشرة للنشاط الانفعالي (المعروف فنياً باسم “الاستثارة”) نجاحاً أكبر نوعاً ما. ويقيس أشهرها – المشار إليه باسم “جهاز كشف الكذب” أو “المخطاط المتعدد” – مستوى استثارة المستجيب في مقابل مجموعة من المؤشرات في الوقت نفسه، مثل سرعة خفقان القلب وسرعة التنفس ومقدار التعرق موضحاً عن طريق الاستجابة الكهربية للجلد. وفي بدايته كانت هناك مجموعة من الأقلام ترسم المستويات على فرخ من الورق، ولهذا أطلق عليه “المخطاط المتعدد”.
تتألف العملية من طرح مجموعة من الأسئلة ثم تحديد ما إذا كانت توجد أية استجابة انفعالية واضحة لبعضها دون الأخرى. وتتكون مجموعة الأسئلة الأفيد، المعروفة باسم “اختبار المعرفة بالجرم”، من أسئلة محايدة – مثل: ما هو اليوم من الأسبوع؟ – مصحوبة بأسئلة ترتبط بأشياء لن يعرفها سوى الشخص المذنب؛ مثل معالم مسرح الجريمة. وتظهر الدراسات أن هذه الإجراءات يمكن بلا شك أن تساعد في دعم براءة المتهم، لكنها أقل فائدة بكثير في تحديد أنه قد يكون مذنباً. بمعنى آخر، لا يبدو كثير من الأشخاص الأبرياء مذنبين، ولكن عدداً كبيراً من الناس الذين يبدون مذنبين هم في الحقيقة أبرياء. ومما يثير الاهتمام أن إحدى نقاط القوة المذكورة للأسلوب، هي أن المشتبه بهم الذين يعتقدون بجدواه يمكن أن يعترفوا غالباً بجرائمهم عند عرضهم على جهاز كشف الكذب.