الإيحاء والليبيدو 6من اصل6
سنحاول إذن أن نسلم بأن علاقات حبية (أو بتعبير أكثر حيادا: روابط وجدانية) تشكل أيضا مكنون النفس الجماعية. ولنتذكر أن المؤلفين الذين استشهدنا بهم لا ينسبون ببنت شفة بصدد هذا الموضوع. فما يمكن أن يطابق هذه العلاقات الغرامية يختفي عندهم وراء ستار الإيحاء. وثمة فكرتان – نشير إليهما عرضا – تبرران على كل حال محاولتنا هذه. فحتى يحافظ الجمهور، أولاً، على تماسكه، فلا بد أن تمسكه قوة ما. وماذا يمكن أن تكون هذه القوة إن لم تكن إيروس الذي يضمن وحدة كل ما هو موجود في العالم وتلاحمه؟ ثانيا، حين يعزف الفرد، وقد ضواه الجمهور تحت جناحيه، عما هو شخص وخاصة بالنسبة إليه ويسلس قياده لإيحاء الآخرين، يساورنا الانطباع بأنه إنما يفعل ذلك لأنه يشعر بالحاجة إلى أن يكون على توافق، لا على تعارض، مع سائر أعضاء الجمهور؛ إذن فلعله يفعل ذلك “حبا بالآخرين”.