الأرضية المشتركية لنظريات ماركس وفرويد 7من اصل7
وفي الوقت نفسه هو بحق وقف على النساء وتابع لهم ويخافهن. وعلى هذا تزوده كل علاقة ودية تدوم زمناً أطول بالإحساس أنه أسير. إن القوى التي تفعل فعلها هنا هي نرجسيته وتبعيته وشكه بذاته. وهي تخلق الحاجات التي تؤدي إلى هذا السلوك الموصوف أعلاه. وكما قدمت فإن المرء ر يكتشف هذه القوى مطلقاً بناء على تأملات مجردة. وفي الإمكان مراقبتها على أكثر من وجه: كأن يحلل المرء أحلاماً وتداعيات حرة وأخيلة ويراقب تعابير الوجه والحركات وطريقة كلام الشخص المذكور وغير ذلك.
والحق أنها كثيراً ما تكون بادية للعيان على نحو غير مباشرـ إلا أنه يجب على المرء أن يستدل عليها. وفضلاً عن ذلك فإنه ليس في وسع المرء أن يتعرف عليها إلا في داخل إطار نظري من الصلات يكون لها فيه مكانها وأهميتها. على أن هذه القوى ليست في المقام الأول لا شعورية فحسبـ بل إنها تناقض وتعارض التفكير الشعوري للشخص المذكور. إنه على يقين أنه سيحب هذه الفتاة إلى الأبد وأنه ليس وقفاً على أحد، بل إنه قوي وذو ثقة بنفسه معتمد عليها. ويفكر الإنسان العادي هكذا: أني للمرء أن يتنبأ أن رجلاً عنده الإحساس أنه يحب امرأة حباً صادقاً سيهجر هذه المرأة بعد زمن قصير متعللاً في أثناء ذلك بأشياء غاية في الغموض مثل “رابطة الدم” و “النرجسية” وغير ذلك؟ ألا يستطيع المرء أن يحكم على ذلك بأن عينيه وبأذنيه أفضل مما هو على أساس استنتاجات من هذا القبيل؟
والمشكلة في علم الاجتماع الماركس هي نفسها. وهنا أيضاً يمكن أن يظهر النظر الديناميكي على النحو الأفضل على مثال عملي. لقد بدأت ألمانيا حربين، حرب عام 1914 وحرب عام 1939 وكادت أن توفق فيهما إلى أن تغزو جاراتها الدول الغربية وتهزم روسيا. وبعد انتصاراتها الأولى انهزمت ألمانيا أمام تفوق الولايات المتحدة بخاصة، وكان اقتصاد ألمانيا منهكاً محطماً، لكن ألمانيا سرعان ما استعادت قواها في كلتا المرتين،