الجماهير الانتخابية 5من ااصل5

الجماهير الانتخابية 5من ااصل5

الجماهير الانتخابية 5من ااصل5
الجماهير الانتخابية 5من ااصل5

ينبغي ألا نتوهم أن مثل هذا النوع من المناقشات هو حكر على طبقة معينة من الناخبين دون غيرهم، أو أنها ناتجة عن حالتهم الاجتماعية المتدنية. فالواقع أنه في كل التجمعات المغفلة نلاحظ أن المناقشات تتخذ نفس الطابع ونفس الأسلوب وتستخدم نفس العبارات والكلمات حتى ولو كان التجمع مؤلفًا من المثقفين والمتأدبين. كنت قد برهنت على أن البشر المنخرطين في الجمهور يميلون نحو التساوي من الناحية العقلية والذهنية. وفي كل لحظة نجد البرهان على ذلك. إليكم الآن محضرًا عن اجتماع مؤلف من الطلاب فقط:

“راح الصخب يزداد كلما تقدمت السهرة. ولا أعتقد أن أي خطيب استطاع أن يقول جملتين متتاليتين دون أن يقاطعه أحد. وفي كل لحظة كانت الصيحات تنطلق من هذه النقطة أو تلك، أو من كل الجهات في آن معًا. وكانوا يصفرون. وراحت المناقشات العنيفة تندلع بين مختلف السامعين، وارتفعت العصي في الجو مهددة بالضرب، وراحوا يضربون أرضية القاعة بشكل إيقاعي. وراح المشاغبون يلاحقون المقاطعين صارخين: “أخرجوا!” “اصعدوا على المنصة!”.

وراح (م. س) يقذف الرابطة بكل أنواع النعوت السلبية: كالغيبة والجبانة والمتوحشة والحقيرة والعميلة والحقودة. ثم صرح بأنه سيدمرها، الخ…

ونحن نتساءل: كيف يمكن ضمن هذه الشروط أن يتشكل رأي الناخب؟ ولكن طرح مثل هذا السؤال يعني أننا نتوهم كثيرًا حول درجة الحرية التي تتمتع بها جماعة ما أو جمهور ما. فالواقع أن للجماهير آراء مفروضة عليها، وليست ناتجة أبدًا عن جهد ذهني أو محاكمة عقلية. وهذه الآراء بالإضافة إلى أصوات الناخبين تظل بين يدي اللجان الانتخابية التي يقودها المحركون الذين هم في الغالب فئة من تجار الخمور. ولهم تأثير كبير على العمال لأنهم يقرضونهم بعض المال. كتب السيد شيرير أحد كبار المدافعين عن الديمقراطية يقول:

“هل تعرفون ما معنى لجنة انتخابية؟ إنها بكل بساطة مفتاح مؤسساتنا والركن الأساسي في آلتنا السياسية. أن فرنسا اليوم محكومة من قبل اللجان الانتخابية”(1).

 

m2pack.biz