المسألة العنصرية ومفهوم “العرق التاريخي” 3من اصل 3
وربما حلت محل الحضارة الأوروبية يومًا ما بعد أن أصابت هذه الأخيرة عوامل الوهن والشيخوخة. وفي كتابه عن حضارة العرب يكتب قائلًا:
“هل يعني ذلك أن الشعوب نصف المتحضرة أو البربرية لا تحب هي الأخرى أيضًا أن ترتفع إلى مستوى الحضارة الأوروبية؟ هذه ليست عقيدتي على الإطلاق. بل إني أعتقد على العكس إنها سوف تتوصل إلى ذلك يومًا ما. ولكنها لن تتوصل إليه إلا بعد أن تكون قد عبرت الدرجات المتتالية التي تفصلها عنها واحدة بعد الأخرى وليس بقفزة واحدة”(14).
نخلص من ذلك إلى القول بأن لوبون ليس عنصريًّا بالمعنى المتطرف للكلمة، ولكنه “عنصري” بالمعنى الثقافي والتاريخي، أي بالمعنى الوضعي والعلموي الذي ساد القرن التاسع عشر كله.
