الأرضية المشتركية لنظريات ماركس وفرويد 11من اصل11
ولا يزال لها اليوم طبيعة ديناميكية أقوى، كأن تطالب باستعادة الأراضي “المسلوبة” وإلى ذلك تعلم الزعماء الألمان درساً. وهذه المرة تحالفوا منذ البداية مع الولايات المتحدة عوض من أن يكون لهم من أقوى دول الغرب عدو ممكن. وتضامنوا هذه المرة مع أوروبا الغربية كلها آملين كلهم أن يبرزوا من وسط ذلك دولة قيادية لأوروبا الموحدة، بعد أن يكونوا أقوى الدول على الصعيد العسكري والاقتصادي. إن أوربا الجديدة التي تقودها ألمانيا ستكون توسعية أيضاً مثلما كانت ألمانيا القديمة، وسيكون في سعيها لاستعادة الأراضي الألمانية السابقة خطر أكبر على السلام. إنني، بهذا، لا أود أن أزعم أن ألمانيا تريد الحرب. والمؤكد أنني لا أريد أن أزعم أنها تريد حرباً ذرية. وحسبي أن أقول إن ألمانيا الجديدة تأمل أن تتوصل إلى أهدافها من دون حرب، وذلك بناء على التهديد الذي يصدر عن قوة حربية متفوقة بعد أن تشكلت هذه القوة ذات يوم
وأغلب الظن أن هذا الحساب التقديري قد لا يؤدي إلى حرب، لأن المنظومة السوفيتية لن تنظر بهدوء وتراقب كيف تقوى ألمانيا وتشتد، كما فعلت بريطانيا العظمى وفرنسا في عام 1914 وعام 1939.
إن المٍألة هنا أيضاً هي أن قوى اقتصادية واجتماعية ووجدانية تفعل فعلها وسببت في غضون خمس وعشرين سنة حربيين ويحتمل أن تسبب حرباً أخرى، لا لأن أحداً ما يريد حرباً؛ وهذه القوى تفعل فعلها من دون علم البشر وتؤدي إلى تطورات تبعث على الحرب. على أن تحليلاً لهذه القوى يمكن أن يساعدنا على فهم الماضي والتنبؤ بالمستقبل. وإن رأياً يقتصر على مراقبة ظواهر كما هي موجودة في الوقت الحاضر ليس بكاف.
وقد كان لماركس مثل فرويد سابقوه. على أنهما كليهما كانا أول من عالج موضوعهما بطرق علمية.
في مقابلة إذاعية بتاريخ 8 آذار 1954 أعلن آديناور أنه “إذا ما نظم العالم الحر قوته في يوم من الأيام فإن اللحظة ستكون قد حانت لكي يستطيع المرء أن يساوم مع الكتلة الشرقية على أمل في النجاح.”