اللاشعور الاجتماعي 10من اصل10
ولهذا السبب يفضل كثيرون أن يتكلموا على “ما تحت الشعور” إذ أن هذا هو على نحو أكثر وضوحاً منطقة وليس بوظيفة. وصحيح أنني أستطيع القول إنني لست على شعور أو إدراك بهذا الشيء أو ذاك، على أنني لا أستطيع أن أقول العبارة نفسها وأنا أستعمل “ما تحت الشعور”
إن صعوبة أخرى في مفهوم اللاشعور الفرويدي لتكمن في أن فرويد يميل إلى أن يساوي اللاشعور كمضمون معين ودوافع غريزية للــ”هو” باللاشعور كحالة محددة للصحو أو عدم الصحو مع أنه كان حريصاً على أن يفصل مفهوم اللاشعور عن مفهوم الــــ”هو”. وينبغي ألا يغيب عن البال أن لنا علاقتنا هنا بمفهومين مختلفين كل الاختلاف. فالأول يتعلق بالميول وللآخر علاقته بحالة إدراك حسي معينة، إما عدم ملاحظة شيء ما أو ملاحظته. والحق أن الإنسان العادي في مجتمعنا لا يعرف ولا يدرك بعض الحاجات الغريزية. أما آكل لحوم البشر فهو على معرفة وبصيرة برغبته في أن يلتهم كائناً إنسانياً آخر، كما أن المصاب بالذهان ليستشعر على الإطلاق هذه الشهوات أو شهوات أخرى قديمة؛ وينطبق الشيء نفسه على الكثيرين منا في أحلامنا. وسيسهم في فهم اللاشعور حين نميز بين مفهوم المضامين القديمة (Archaisch) والمفهوم الذي يتعلق بحالة عدم الملاحظة أو عدم الإدراك أو عدم الشعور. والواقع أن مفهوم “اللاشعور” مضلل وذلك حين يصطنع المرء أسبابه لأسباب تتعلق أيضاً بالراحة، وهذا هو الذنب الذي ارتكبته في حقي أنا أيضاً على هذه الصفحات. فلا وجود لشيء مثل اللاشعور، وليس هنالك إلا خبرات نستشعرها ونعرفها، وأخرى لا نستشعرها ولا نعرفها، وهذا يعني على غير شعور بها.