تفريخ الأسماك البحرية فقرة 1 من 4
واجه التفريخ البحرى مشاكل عديدة منذ بدء التفكير فيه وذلك لاختلاف طبيعة وعادات الأسماك البحرية عن الأسماك التى تعيش فى المياه العذبة حيث تحتاج بعض أنواع هذه الأسماك إلى الهجرة لآلاف الأميال لاتمام عملية التفريخ كما فى اسماك الثعابين أو قد تنتقل من المياه المالحة إلى المياه العذبة سابحة فى عكس اتجاه التيار ومجتازة لكثير من العقبات مثل اسماك السالمون أو متجهة إلى مناطق خاصة حيث تتجمع الأسماك من النوع الواحد للتزاوج وحيث يتوفر لها الغذاء الطبيعى اللازم فى هذه المرحلة. وقد تم التعرف على كثير من أسرار التفريخ البحرى وعن أنواع الهرمونات التى تفرزها غدد السمكة عند اكتمال نضوجها وتم استخلاص هذه الهرمونات واستخدامها فى حقن الأسماك عند ظهور علامات نضج البيض لاتمام عملية التفريخ صناعيا داخل المفرخ.
كذلك كان من أهم عقبات التفريخ البحرى ظهور كثير من التشوهات فى الزريعة المنتجة داخل المفرخات عند الانتقال من الزريعة الصناعية إلى الزريعة الطبيعية وقد أجرى على هذا الموضوع كثير من الأبحاث حيث ادت هذه الظاهرة إلى التأخير فى تقدم عمليات التفريخ البحرى لفترة طويلة. وقد أشارت نتائج الأبحاث التى جرت لاكتشاف أن غياب حمض أمينى واحد من سلسلة الأحماض الأمينية كان يؤدى إلى ظهور تشوهات فى الزريعة الناتجة.
وقد تمت أول محاولة ناجحة للتفريخ البحرى عام 1975 حينما تم تغذية زريعة الأسماك البحرية بالتغذية الطبيعية خلال الفترات الأولى من حياتها حسب جدول محدد ثم تغذيتها عند الفطام على علائق متزنة (البادئ) تحتوى على جميع العناصر الغذائية تم تجهيزها بمعرفة بعض الشركات مما أدى لاختفاء ظاهرة التشوهات وانطلاق التفريخ البحرى إلى آفاق واسعة حيث شهدت العديد من دول العالم ازدهار هذه الصناعة خاصة فى دول حوض البحر الأبيض مثل اليونان وتركيا وقبرص وإيطاليا وفرنسا إضافة إلى دول جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.