الجزائرية زهية بن قارة أول امرأة تترأس بلدية
فازت الجزائرية زهية بن قارة، بالأغلبية المطلقة لتكون أول امرأة يتم انتخابها لمنصب رئيسة بلدية في الجزائر، إذ فازت برئاسة بلدية الشيقارة بولاية ميلة، شرقي البلاد، عن حزب حركة المجتمع السلم، والتي تعد أصعب من انتخابها رئيسة للبلاد؛ ذلك لأن الانتخابات المحلية تتحكم فيها التقاليد أكثر مما تتحكم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ولا تزال هذه التقاليد والأفكار سيدة الموقف، خاصة في المناطق الداخلية والأرياف.
زكاها الناخبون بالأغلبية لرئاسة بلديتهم في مجتمع معروف بنسيجه الاجتماعي المحافظ، يعتز فيه الناس بتمسكهم بالتقاليد، والكثير منهم يعتقد أن الإسلام يمنع المرأة من تولي المسؤولية العامة.
وتعرف زهية، أو «الأستاذة»، كما يلقبونها، بنشاطها الاجتماعي والديني، فهي متطوعة في العمل الخيري، وتلقي دروساً ومحاضرات في الفقه والتربية والتنمية الاجتماعية، منذ أعوام، ولكن الكثيرين استغربوا ترشحها لمنصب رئيسة البلدية.
وعلى الرغم من أن المرأة تبوأت في الجزائر أعلى المناصب الحكومية والإدارية، فكانت وزيرة وقاضية ورئيسة لمجلس الدولة، وهو أعلى هيئة قضائية في البلاد، ووالية، ترقت في الجيش إلى أعلى الرتب العسكرية، فإن منصب رئيس بلدية ظل حكراً على الرجال، إلا في القليل النادر.
وأثار ترشحها في قائمة حزب حركة المجتمع السلم (الإسلامي) جدلاً في المجتمع المحلي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تعرضت لانتقادات من الإسلاميين المتشددين، الذين يرون أن ترشحها لرئاسة البلدية مخالف للشريعة الإسلامية، حسب اعتقادهم.
ولكن هذه الانتقادات لم تكن لتثبطها أو تعيق حملتها الانتخابية، فهي أستاذة في الشريعة الإسلامية، ومتخصصة في الفقه الذي من مواضيعه مسائل الحكم والولاية وحقوق المرأة، وغيرها من المسائل المثيرة للجدل، على حد تعبيرها، وقالت: «إنها كانت تنفق ساعات طويلة من الليل على مواقع التواصل الاجتماعي، تناظر وترد على أفكار منع المرأة من تولي الولاية العامة، وأنها أقنعت الكثيرين ببطلان دعواهم، وجعلتهم يغيرون رأيهم ويصوتون لها في النهاية».
تعرضت رئيسة البلدية الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى هجمات مسيئة، طالت حتى شكلها ولباسها.
فقد هاجمها إسلاميون متشددون، ونشروا تعليقات مسيئة لها؛ لأنها ترشحت لمنصب رئاسة البلدية، وخالفت معتقداتهم وتفسيراتهم لنصوص الشريعة الإسلامية، وهاجمها علمانيون أيضاً، ورموها بأوصاف مهينة وتعليقات مسيئة هاجمت شكلها ولباسها.