التشكيلي محمد عفيفة يتمرد على الجمود في «سمك.. وذاكرة»
كيف لنا أن نصنع عوالم جديدة بعيدة عن واقعنا، إن لم نكسر رمز الجمود فيما نراه ونألفه بالحقيقة، ونحيله إلى رموز جديدة تعصف بمخيلاتنا؟! الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير الأردني «محمد عفيفة» بمعرضه «سمك وذاكرة»، الذي أقامه مركز «دانتي اليغيري» بجبل اللويبدة بالعاصمة الأردنية عمان، كسر الجمود وأشعل مخيلة جديدة.
تمرد على الرمز
تمرد عفيفة على المفردات التي ألفتها لوحاته سابقاً، وفرد فوق مساحات لوحاته الإكليريك الثلاثين ذاكرة جديدة، يكاد الحاضر أن يشتم رائحة الملح عن سمكه، ورائحة اللوز عن جسد نسائه المعلقات على جدران المعرض وعيوننا.
وبتصريح ل«سيدتي نت»، أوضح عفيفة العناصر التي استخدمها بلوحاته الثلاثين، فقال: لقد ركزت بمجمل الأعمال على العلاقة ما بين 3 عناصر رئيسية، وهي كل من «السمك» والذي يمثل الطبيعة الغريزية للكائن، والغريزة الأشبه بالبرمجة التي لا تفكر بأفعالها، ولكنها تدركها كشرط أساسي للبقاء، و«الكرسي» ويمثل دور السلطة، ومن ناحية أخرى التطور الإنساني للغريزة، أما آخر هذه العناصر هي «الأنثى» والتي تمثل الإنسان المتفاعل والمتخاصم والصانع مع نفسه لكل هذا الصراع أو هذه الحياة.
تداخلات بين العوالم
استطاع عفيفة أن يُجري تداخلاً متمكناً بين الكاريكاتير والتشكيل، مجرداً هذين العالمين على مساحات ملونة جديدة فوق لوحاته، وقال عفيفة واصفاً تجربته: «هي تجربة للتعبير بفكرة أرحب من الحدود الكاريكاتيرية؛ لأن التجربة باللوحة تعطي مساحات إضافية من التعبير، فهناك مساحات لا يمكن اختراقها بالرسم الكرتوني، وتعطيك الموقف الذي تهدف الوصول إليه من الأشياء، في وقت أنت لا تزال بحالة مستمرة من التطور والجدل، ولكن وبأي حال هناك دائماً خط تماس بين أصناف وأشكال الفنون».