المشكلات الاخلاقية فانها تتفق على موضوع واحد تتخذ منه اساسا لابحاثها وهو الانسان بعامة والارادة الانسانية بخاصة اذ ان الاخلاق تدور على ماهية الانسان فهى تعنى بالبحث فى عواطفه وغرائزه وانفعالاته وميوله وحاجات اساسية يتفق فيها مع الحيوان ، وهى تمثل الحد الادنى للانسان . كما ان هذا الانسان يتميز عن الحيوان بالعقل والعلم والارادة . ولا يعنينا فى الدراسة الاخلاقية كما قلنا العلوم والمعارف بل يعنينا فى المقام الاول الارادة الانسانية ، ولهذا قلنا ان هذه الارادة هى مركز الدائرة فى معظم – ان لم يكن كافة مذاهب المفكرين الاخلاقيين والفلاسفة ، لان علم الاخلاق يتناول دراسة افعال الناس بالقياس الى مثل اعلى .
وعندئد يتضح لنا موضوع هذا العلم بصورة شاملة ولانقصد بالافعال الفصل بين النشاط الفسيولوجى والنشاط العقلى فى الانسان الا مجرد محاولة تبسيط الموضوع الذى نحن بصدده ، فالحقيقة ان الجسم والروح هما وجهان لشئ واحد ، فلا الروح ولا الجسم يمكن ان يفحص كل منهما على حدة – اذ يتكون الانسان من جميع وجوه نشاطه الفعلية والمحتملة ، ولكننا مع هذا سنظل نتحدث عن الروح باعتبارها شيئا ذاتيا (فالروح هى جانب انفسنا المجرد وطبيعتنا والذى يميز الانسان عن جميع الحيوانات الأخرى ) .
والواقع ان كل عصر وكل مجتمع انما يضعان تحت ( مفهوم