ابن مسكويه 135 من 297

تحقق للنفس سعادتها ، وهى حالة باطنية عقلية اخلاقية ، يظهر فيها جمال النفس وصحتها ( وسيطرة الجزء الالهى فيها على الشهوات ورغبات الجسد ، وهذا هو الوضع الذى ينبغى ان يكون عليه الانسان ) .

انه يؤكد ان الفضيلة – اى الحكمة – يمكن فيها خير الانسان وسعادته لبيان كذب دعوى السوقسطائيين الذين ينادون بطلب اللذة استجابة لنداء الطبيعة ، فان دليل كذبهم ان الطبيعة لا تدعو الى ان يعمل الانسان على دمار نفسه ، ولهذا فهو لا يكتفى بتقويض دعائم ارائهم ، بل يذهب الى ضرورة فرض انواع من العقوبات على المنحرفين الى الرذيلة ، فليس اشنع من ارتكاب المرء لجريمة ثم الافلات بلا عقاب يصلحه ويقومه . ويظهر تاثير افلاطون بالمذهب الفيثاغورى فى تصوره للجسم بانه مصدر شقاء النفس واصل جميع الشرور ، فهى سجن النفس ومانعته من الانطلاق الى العالم الاعلى ، ولا خلاص لها الا بالتطهير والمجاهدة ، وهكذا تنتهى الاخلاق عنده الى نوع من الزهد والنسك .

3 – الاخلاق عند ارسطو :

اذا كان افلاطون قد وضع الشروط التى ينبغى توافرها فى المقاييس الخلقية ، فان ارسطو هو واضع المذهب الاخلاقى المستند الى فكرة السعادة .  

m2pack.biz