طوع فكرة ( الايثار ) لهذا الفهم ، فالايثار هو تضحية الفرد بجزء من لذته ، بغرض الحصول على قدر اكبر من اللذة لنفسه .
بواسطة تحقيق مصالح الغير – وكانه يسخر من مبدأ الايثار والغيرية ، فهو ليس فى رايه الا انانية مقنعة متنكرة ، لان التجربة تدل على ان المرء لا يفعل الخير للغير الا اذا حصل من ورائه على نفع لنفسه ، ولكنه من فرط استحيائه من وصف الانانية او الاتهام بالنفعية فانة ينافق باطلاق عبارات خلقية جوفاء من اختراع خصوم المذهب النفعى – الحدسيين والعقليين المثاليين الذين استخدموا تفسيرات كالواجب والالزام والضمير وغيرها ( مما عبروا به عن اتجاههم المثالى فى النزوع بالسلوك الانسانى الى تحقيق ماينبغى ان يكون احتراما لكرامة الانسان وانسانيته .
وهنا تظهر النزعة التجريبية فى مذهب بنثام لان معيار الاخلاقية عنده مهون بنتائج الافعال وأثارها ، وليست مرتبطة بالبواعث كما يرى الحدسيون والعقليون .
ان بنثام لا يهتم بالمقاصد او النوايا وانما جل همه هو النتائج ، فتحولت الحياة الاخلاقية على يده – والنفعيين بصفة عامة – الى سعى وراء الوسائل الى المنفعة ، دون نظر الى قيمة الغاية التى يسعى نحوها . وربما لهذا السبب اصبح الرجل الحديث عبدا للمنفعة ساعيا وراء اللذات دون التفكير فى الغاية التى يلتمسها من ورائها ، ولذا يمكن