الافضل للفرد ان يكون انسانا شقيا ، من ان يكون خنريرا متلذذا ) . ذلك لان منابع اللذة عند الانسان تخالف منابعها عند الحيوان ، فالانسان قوى عقلية ممثلة فى العقل والوجدان والخيال .
الثانيه : – اخضاع المنفعة الذاتية للمنفعة الكلية ، فطالب الفرد بان ينصف غيره ويغلب المصلحة العامة على المصلحة الفردية عملا بنصح عيسى عليه السلام فى معاملة الناس بما تحب ان يعاملوك به . وان تحب جارك كما تحب نفسك . وجاهر مل بان الخير هو ما يقصد اليه الحكيم ويلذ للرجل العاقل .
ومع هذا فان دراسة مذهب مل – حتى بعد هذين التعديلين – تكشف عن تناقضه ، اذ ان المذهب الحسى لا يعترف بالكيفية ، ولا يقر بقيم موضوعية للموجودات والوظائف ، فلا فرق بين الوظائف العليا والدنيا اذ ان الاختيار بين اللذات متروك لتقدير المنفعة الحسية فحسب . وفى النقطة الثانية ، فما دام النفع الذاتى هو الاصل فى المذهب الحسى ، فانه لا يخضع للنفع العام لانهما كثيرا ما يتعارضان .
وتكشف هذه النتيجه عن ( تناقض المذهب الحسى مع الحقيقة الشاملة ، وستيوارت ملوم لاصراره على هذا المذهب بعد ان لمس نقصه فى نواح كثيرة ، ولكنه استنشقه فى بيته وبيئته ، ولم يوفق الى فهم المذهب العقلى على حقيقته .