ندوة فى ذكرى المعمارى جمال بكرى 3 من 8
تربطنا بهم روابط الحلم المشترك كان جمال يحلم بمصر أخرى غير التى نراها والتى ظل يتمرد على القبح والفساد فيها وقد أشركنا معه فى الحلم كما أدخلنا معه فى عالم الخيال ولم يكن من المصادفة أن جمال بكرى عندما أشرف على بينالى فينيسيا انتزع لمصر الجائزة التى لم يستطع أن ينتزعها .
كنت ألاحظ أن جمال يحيط نفسه بالأجيال الجديدة وكان أشبه بالراعى الذى يرعى النباتات حتى يقوى وتثبت جذوره.
ما أكثر ما كان يستمع إلى الأجيال الجديدة باحترام وتقدير وتشجيع مؤمناً أن المستقبل لهذه الأجيال وأن الأستاذ الحقيقى هو الذى يفسح من صدره وعقله لهذه الأجيال لكى توجد على قدم المساواة ولأن الإبداع ليس له عمق ولا نهاية.
مثل جمال بكرى لا يرثنى ولا يؤبن وذلك لأننا فقدنا جسد مادى ولأن روحه باقية وإبداعاته ستظل فى هذا الوطن فإن ماصنعه جمال بكرى وما أبدعه هو نوارة الحلم بمصر أخرى والحلم هو نوارة الزمن الآتى وقد ظل جال يحلم بالزمن الآتى وها نحن هنا نحلم معه فأهم إحتفال بجمال بكرى ألا نتوقف عن الحلم وأن نواصل رسالته التى زرعها لكى تنهض الأمة وتتخلص من الفساد والشرور والقبح وكل أشكال الفساد.
مازلت أذكر حواراته فى مكتبة الأسكندرية فقد كان صوته عالياً بالنقد وأحلامه باتساع صوته الناقد وكان يقسو على نفسه ليتجاوز شروط الضرورة إلى آفاق الحرية التى وهبها حياته فأبدع فيها.
جمال بكرى رمز متجدد وحضور مستمر وحالة إبداعية مختلفة ولا يشعر بفقدها إلا من يعرف قيمة الإبداع الخلاق الذى هو مستقبل هذا البلد فأبق ياجمال حياً باستمرار مبدعاً خلاقاً فرسالتك التى علمتها لنا لن