التعددية الابداعية فى اعمال جمال بكرى 4 من 16
فهي دلالة للمكان بمناخه وجغرافيته.. وشاهد علي الزمان بتطور أساليبه وعلمه. مبني الصالون الأخضر ( في السبعينات) وعمارة عزب ( في الثمانينات) يمثلان ايضاً هذا الاتجاه، حيث تتبع التكوينات واشكال الفتحات من خطوط خاصة ونسب مميزة منحوتة بالسالب من كتلة المبني الاصلية، وبعدهما بما يربو علي العشرين عام، يطهر مشروع بيت السفير المصري في برلين ليقدم أيضاً قبس من هذا الاتجاه في التصميم ولكن بنمط مختلف بما يتفق مع اختلاف المجتمع ومحيط البناء، محيط عمراني أحدث واكثر تطورا، فمن ثم تظهر الكتل بشكل أليف ومستأنس هذه المرة بل وحداثي بعيداً عن المظهر الصلب المصمت المعتاد مسبقاً والقريب من طبيعة الارض. حيث تتخذ كتلة المبني الموجبة اشكال منحنيات قوية ولكنها حانية تحتضن داخلها الفراغات السالبة لفراغ المدخل العام والفراغ الداخلي الحميم.
” اما المصمم فهو من تواجهه معضلة فيبتكر نمطاً لحلها ليأتي من بعده فيطبق النمط. ان الخروج من المعضلة يحل أمر سهل تستطيعه بعض الحيوانات أما الخروج من المعضلة بابتكار أنماط فذلك هو الانسان”.
” وبدون انماط لا تكون حضارة ولا يكون مجتمع… ولا يكون تقدم، ولكل نمط قدر من المرونة فبدون المرونة لا يستوعب النمط ظروف ابرح، ولا يستطيع التعبير عن تنوع واختلاف طبيعي او انساني”.
ومن قبل مسكن السفير المصري في برلين بسنين قصيرة وفي فترة التسعينات، تقدم شاليهات ديار هذا الاتجاه الابداعي في التصميم الذي يرتبط اكثر بتلقائية الفنان وحساسيته بعيداً عن مؤثرات بيئية ومكانية، ولكن بمفردات ونمط مختلف هذه المرة فتتشكل الكتلة بخطوط حادة صاخبة، منطلقة واستعراضية في منحنياتها وتكويناتها، لعلها تتفق مع كونها مساكن موسمية متميزة في تجمع ترفيهي صيفي، لتخرج بقاطنيها من ملل العادة لتحفز مشاعر الحركة والانطلاق.