اتجاهها الى الحض على الايثار والحث على تقديم العون الى المحتاج والضعيف وتنفيرها من الاثرة التى تعد ام الرذائل ، ولكنه فى الوقت نفسه اخذ عليها التعثر فى مسايرة التقدم العلمى ، فانصرف عن اتخاذها اساسا للاخلاق الجديدة .
وبعد ان استبعد كونت اساليب كل من التفكير الميتافيزيقى واللاهوتى ، استبدل بهما مناهج التفكير العلمى اسوة بالعلماء الطبيعيين فاتجه الى ( وضع قوانين تفسير الظواهر اللااخلاقية توطئة للسيطرة عليها والافادة منها فى دنيانا الحاضرة ) .
والخصائص الرئيسية للاخلاق الوضعية كما نظر اليها كونت تتحدد وفقا لما يلى : –
اولا – انها تقوم على اساس العلم الوضعى وتحقق صفاته ، ولهذا فهى حقيقية اى تقوم على الملاحظة لا على الخيال وتنظر الى الانسان كما هو كائن بالفعل لا على النحو الذى يتخيل ان يوجد عليه .
ثانيا – ان الاخلاق نسبية ، وتستمد نسبيتها من نسبية المعرفة وليس لها طابع مطلق كما كان يرى كانط .
وقد ازعجت هذه الفكرة الكثيرين لاانهم رأوا ان معناها نفى الاخلاق برمتها فأما ان يكون الخير مطلقا او ينعدم التمييز بين الخير والشر ، ولكن كونت لم يشاركهم هذا الانزعاج اذ يرى ان العقل البشرى كثيرا ما تمكن من ان يعيش على حقائق نسبية ( وسياتى الوقت