التعددية الابداعية فى اعمال جمال بكرى 7 من 16
تأثر جمال بكري ككل جيله بفكر الحداثة وبقي هذا التأثر واضحاً في اعماله علي مدي مسيرته، الا انه انشغل ايضاً بوطنه وتملكته الرغبة الشديدة في ان يرقي هذا الوطن ليشارك في ركب الحضارة المعاصرة، مشاركة لائقة به وبتاريخه وبإمكانياته، فكان بحثه الدائم في التراث فكراً وفناً يشكل جانباً هاماً من فكره ووجدانه بدا واضحاً ايضاً في اعماله وعلي مدي مسيرته وبنفس الدرجة.
فنجد اعمالاً معمارية تتضح فيها جليا تأثير الحداثة من صرامة وقوة الخطوط المنتظمة في موديول الواجهات والمساقط كذلك الحرص علي استخدام مواد بناء ذات تقنية عالية في التصنيع والتنفيذ مثل الحوائط الزجاجية البراقة المستمرة بإرتفاع المبني.
” لقد كانت ولا تزال موجات التأثر والتأثير سارية… تارة بالعنف واخري بالود، حيث نلمح اثر هذه الموجات الحضارية باديا علي عقائد واعراف وتقاليد اهل مصر الكرام… وعمرانها منذ ان نشأ للانسان عمراناً”. بيد ان هذا الاتجاه الذي يميل احياناً نحو ميكنة العمارة وتوظيفها توظيفاً جافاً خال من الابعاد الانسانيه، اكتسب بصمة مميزة لدي جمال بكري استطاعت ان تنجو بتطبيقاته خارج الحيز الضيق الناتج عن التكرار والتشابه.
ربما ظهرت هذه البصمة في بعض التكوينات ذات الاشكال الانسيابية التي تحد من صلابة الموديول المنتظم والموظفة في نفس الوقت انشائياً ووظيفياً – كما يقتدي الإتجاه الحداثي الوظيفي البحث- لتكشف هكذا عن بعض التفاصيل الخاصة التي تطل هنا وهناك لتشي بشخصية المعماري وتميز رؤيته التصميمية وكذلك لتوائم البناء مع محيطه ومستخدمه.
” ان تناقض مباني التقنية العالية مع البيئة المحيطة بها شديد الصدمة للوجدان العام، فالناس تقتنع بالعلم وتنبهر بمنجزاته، اما،” صندوق النذور الوجداني” فليس في متناول عقلها الجماعي، وعلي الزمن خوض الحرب الدائرة وعلي القدر تسجيل النتائج”