التعددية الابداعية فى اعمال جمال بكرى 11 من 16
بيت عائلة زغلول، ينتمي كذلك لهذا البعد التراثي من شخصيته المعمارية، خارجياً يعطي المبني الانطباع الحداثي حيث يخلو من اية تشكيلات زائدة، فقط العراميس المجردة التي تخط كتلة المبني الشبه مكعبة والتي تحدد محيط فتحاته ذهابا واياباً، بيد انه مع الدوران حول المبني المحايد ظاهرياً نصل الي منطقة المدخل تسبقها وتقدم لها كسرات متعاقبة افقية من كتلة المبني، في معالجة حديثة لتكوينات ” الظل والضوء ” من البيوت التراثية. ومع التقدم عمقاً في هذا الفراغ المحتوي داخل كتلة المبني، ينكشف فراغ عمراني داخلي آخر ذو شكل دائري دافئ يناقض برودة المبني الظاهرة خارجياً، يمثل مركز ثقل المسكن العائلي ورابط وحدته لانه مطل الفراغات الاجتماعية فيما يمثل معالجة حديثة ورؤية اخري جديده لفكرة ” الحوش” وفيما يمثل كذلك مبدأ تعبيري متعارف للبيوت الاسلامية القديمة ” الصرامة والسكون الداخلي في مقابل الحرارة والحيوية الداخلية” . ومن هذا الفراغ الداخلي يتخذ المدخل الفعلي للمبني جانب غير محوري هندسياً في تعبير مستحدث لمبدأ ” المجاز” المنكسر الذي يحترم خصوصية البيت وساكنيه.
” فلكل زمان وكل مكان تعبيراً مناسباً..وان كان هناك مظاهر في عمارة كل مجتمع.. تكاد تكون ثابتة. ” مصر بلد استقر عمرانها تاريخياً حول النيل.. بينما يعطي ظهره للصحراء.. فنري مساكنها تتفتح علي احواش داخلية او حدائق خلفية اكثر مما تتفتح علي الخارج.
كذلك يميل التعبير المعماري فيها نحو وحدانية التكوين عوضاً عن تشتت العناصر، وذلك نظراً لعمق العقيدة عند المصريين.